تبذل العديد من الجمعيات والمؤسسات جهدا واسعا لإقناع الشباب بأهمية العمل التطوعي، ومدى تأثيره بالمجتمع، مستهدفين عبر هذا الجهد الشباب الأصحاء القادرين على البذل والعطاء، غير أن نموذج الطفل عبداللطيف صلاح أبوعبيد البالغ من العمر (9) سنوات قد تجاوز كافة التوقعات حيث لم تمنعه إعاقته من الحضور والمشاركة الإيجابية التطوعية في مناشط عديدة وهو الطفل المصاب بضمور في المخ وشد أعصاب سبب له شللا رباعيا بسبب خطأ طبي منذ الولادة. وعبد اللطيف دائما ما يصحبه والده في معظم البرامج والفعاليات الخيرية ومنها: مشاركة رجال الدفاع المدني، الإفطار في رمضان مع فريق عطاء لذوي الإعاقة الحركية، ومشاركة الهلال الأحمر الإفطار في رمضان، والمشاركة في حملة التبرع بالدم لجنودنا في الحد الجنوبي، مشاركة جمعية البر في التبرع لإطلاق السجناء كأصغر متبرع، وحملة التبرع للأيتام، وحضور جميع مباريات فريقه المفضل الأهلي في ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي، وغير ذلك من الفعاليات المتنوعة. ويتحدث والد الطفل عبداللطيف عن ابنه قائلا: عبداللطيف مرح وبشوش الوجه هذه الصفات جعلته محبوبا لدى الجميع وكثير من المناسبات الاجتماعية يدعى لها، ولكن المشكلة أن عبداللطيف يكبر ويحتاج إلى سيارة خاصة ليسهل عملية نقله بالإضافة إلى أنه يحضر بشكل شبه يومي لجلسات العلاج الطبيعي. ومن جانبه، قال عبدالله الزبدة الكاتب المهتم بحقوق ذوي الإعاقة، أن الدمج الاجتماعي لذوي الإعاقة يساعد على تحسين نفسياتهم، وكذلك مشاركتهم زملاءهم في المناسبات العائلية والاجتماعية، بما يحقق المساواة وإتاحة الفرص أسوة بأقرانهم في المجتمع، وإزالة أي مظهر من مظاهر التمييز تجاههم والابتعاد عن أشكال الخدمات المنعزلة تحت دعوى خصوصية حالة أولئك الأفراد، وتابع: للأسرة دور مهم في ذلك لأنها هي أولى المؤسسات الاجتماعية للطفل فهي من يساعده على الاندماج والمشاركة الاجتماعية.