إن من أبسط الواجبات الاجتماعية على الشعوب والحكومات هو تكريم رعيلها الأول في جميع المجالات؛ لأنهم قد أسسوا وبذلوا الكثير، فبذلك هم جزء من تاريخ البلاد وهم سبب رئيسي في التنمية. رواد الرياضة هم من الرعيل الأول الذين أعطوا وقدموا جهودا كبيرة من أجل الوطن، عطاؤهم يشعرنا بالفخر والاعتزاز لتلك النجاحات والإنجازات، كما أن تكريم هذه الشخصيات يعكس احترام الشعب والقيادة لهم، وهذا الشعور في مجمله استذكار لمسيرة العطاء والوفاء. وإذا كان الوفاء لرواد الرياضة السعودية من أقل واجباتنا تجاههم، فيجب أن تكون مراسم الوفاء ذات حضور معتبر وملفت للنظر، لذلك أنشئت جائزة (عطاء ووفاء)؛ لتكون جائزة سنوية وطنية لتكريم أولئك الرواد الذين ساهموا في نهضة كرة القدم بالمملكة في اليوم الوطني. وتبنى فكرة الجائزة نخبة من رجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية، انطلاقا من المنطقة الشرقية، في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة، فيما يرعى هذه الجائزة أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الذي أيد الفكرة منذ بداياتها، وتعهد برعايتها. لقد أنشأت الجائزة -منذ إقامة دورتها الأولى في الثالث من أكتوبر العام الماضي 2016- مساحات واسعة من حقول الوعي المجتمعي في أهمية تكريم رواد الرياضة، وتذكير الجماهير ومحبي الرياضة وعشاقها بإنجازاتهم وعطاءاتهم التي لم يعد لها ذكر في الوقت الحاضر.. ليكون ذلك وفاء لهم. ورواد الرياضة في مملكتنا الغالية يستحقون أكثر من هذا التكريم؛ لما قدموه من إنجازات، يجب أن تخلد في الذكرى والواقع، فهم قدوة للآخرين، ومثال للانتماء الوطني، فحُق لهم هذا التكريم والتخليد من باب الوفاء.. وشعب لا يعرف الوفاء شعب لا يعرف التقدم. ونخص بالذكر هنا المجال الرياضي الذي يعتبر من الأسس المهمة لإقامة المجتمع؛ كونه يدعو إلى الحفاظ على الصحة، ويقي من الأمراض، ويقلل من تكلفة العلاج والمشاكل الاجتماعية، وهو مسلك مهم لاستغلال أوقات الشباب؛ لذلك يجب أن تستمر هذه الاستدامة الرياضية وتتطور بناء على ما قام به الرواد السابقون. وتأتي جائزة (عطاء ووفاء) لتتكفل بذلك كله، فهي تقدم الشكر والعرفان والتقدير لرواد الرياضة في المملكة، وتهتم بجميع أنواع الرياضة وتخليد أسماء الرياضيين في مختلف الألعاب، وتلفت انتباه الجيل الجديد لما تم تحقيقه في المجالات الرياضية التي ساهمت في تنمية المجتمع الرياضي، كما تعزز من مفهوم الاستدامة الاجتماعية والتي تهدف إلى الارتقاء بنوعية حياة كافة فئات المجتمع الرياضي، وتسعى إلى الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع تحقيقا لرؤية المملكة 2030.