جميعنا نعلم أن العلاقات بين البشر معقدة؛ لأن طبيعة البشر معقدة جدًّا. كلنا ندرك أنه لا شيء في هذا الكون مثالي، فالكمال لله وحده، لذلك نحتاج لأن نعي ونقتنع بأن علاقاتنا مع الآخرين لم ولن تكون كاملة أبدًا. أيًّا كانت علاقتك مع أهلك أو جيرانك أو حتى مع الأصحاب، لن تكتمل علاقتك بهم، وتأكد مهما قدمت فنحن بطبيعتنا كبشر ينقصنا الكمال. علاقاتنا تكمل ما هو ناقص لدينا، لذلك حين تختار مَن تقربه منك تأكد أنك لا تقرب إلا مَن أنت بحاجة له أو ما ينقصك. نعم هذه حقيقة يغفل عنها الكثير. نحن نبحث عما ينقصنا.. نحن نبحث عما يكملنا.. نحن نبحث عما هو مفقود لدينا... نحن نبحث عن الحب والانتماء.. أيًّا كان النقص لدينا فنحن نبحث عنه، ولا أحد ينكر ذلك.. العلاقات مهمة وحاجتنا لها ضرورية، فمن خلالها نحن نتغذى بالحب والدعم الذي نحتاجه لنستمر في مواجهة مصاعب الحياة. ليست كل علاقاتنا صحية لنا، فهناك علاقات لا تضيف لنا إلا الألم والكُره وغيرهما من مشاعر سلبية نحن في غنى عنها، لذلك من المهم أن نعي ونصنّف الأشخاص في حياتنا، فهناك زمالة الدراسة أو العمل، وهناك القريب لك بصلة الدم أو الجار، وهناك الصديق الوفي، وهناك صديق المصلحة. البعض يخلط العلاقات، فتراه يعاني منها؛ وذلك لقلة وعيه أو لأنه عاطفي فلا يفرّق بين الصالح والطالح.. ومع تقدّمنا في العمر ومرور السنوات لن يبقى لنا إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد، لذلك قرّب منك مَن هو سند لك في كِبَرك، سواء من الأهل أو الأصحاب، وتأكد أن قيمة العلاقات ليست بالعدد بل بما تضيفه لك.