النقد البناء هو حق مقرر للصحافة الرياضية سواء تعلق الأمر بأحوال نادٍ من الأندية، أو تعلق بأحوال لها علاقة بالنشاط الرياضي بمجمله العام، إلا أن الفرق بين النقد والإثارة يتضح عند عدم وجود وقائع ثابتة تسند النقد حيث يتمثل الأمر في محاولة لإثارة الغبار لأسباب لا توجد إلا في مخيلة الكاتب، وكذلك النقد حق مقرر إذا ابتعد عن الدوافع الشخصية البحتة التي تنزع من النقد إضافته للموضوع أو تقديم رؤية جديدة تفيده، فالشخص كائنا من كان له الاحترام والتقدير، ولكن يبقى عمله إذا أسند إليه منصب إداري في إحدى الأندية أو في لجنة من اللجان أو في احد الاتحادات تحت الأضواء الإعلامية التي ستتولى بالطبع الحديث عن أوجه القصور والنقصان، وهذا الحديث إذا استند إلى أسس ملموسة وواقعية فإنه سيؤدي بطبيعة الحال إلى تعديل المسار مما يصلح الحال إلى المستوى المنشود، بل إن من المفاهيم التي باتت معروفة في العمل الصحفي السعودي هو السعي إلى تكامل الرؤى والأفكار لا إلى مواجهتها بعضها ببعض، بحيث يتم البحث بإخلاص عن إضافة الفكرة إلى الفكرة لا مبارزة الكلمة بالكلمة طالما أن المتحاورين يتبادلون حديثهم تحت مظلة واحدة من المبادئ المتفق عليها والمسلم بها، بل إن النقد الذي يتبعه حوار هو مطلب علمي لأن تطوير الأفكار وإنماءها لا يتم إلا بالحوار المتواصل والتعرف على الآراء الأخرى حول موضوع معين مما يثري الحوار ويعود بالنفع على الموضوع. فكرة النقد قائمة على عدم كمال الأمور، وعدم إدراك الكمال بحد ذاته ليس عيبا، لذلك فإن النقد هو عملية معقدة وجوهرية ومؤثرة، والنقد الإيجابي جوهري لأنه يهدف لتقييم أداء الأشخاص الممسكين بمناصب عامة وكذلك المنظمات الإدارية التي تشرف على عمل عام في محاولة لدفع مسيرتها إلى الأمام، بهدف الخروج بتقييم موضوعي ومحايد للأفكار والتصرفات حيث يستوجب النقد وجود القدرة على التميز أو الحكم . وعند الحديث عن الصحافة الرياضية ونقدها يطول الحديث ويتشعب، فهناك الجيد وهناك السيئ، وهناك الصالح وهناك الطالح، وهناك أيضا عرض صحيح موثق وهناك فبركة وتلفيق، في الصحافة الرياضية أيضا هناك الطرح الكروي من رأسه إلى أسفل قدميه، وهناك بعض الطرح الرياضي بمعناه الواسع الذي يهتم بالممارسة الرياضية ضمن إطارها العام الذي لا يقتصر على كرة القدم، في الصحافة الرياضية تجد أحيانا تحاملاً غير مبرر على الحكام أو الإداريين أو اللاعبين، وتجد أحيانا تصريحات مضادة تتهم الصحافة الرياضية بأنها مازالت تعيش مرحلة لا تتماشى مع التطورات التي حدثت للرياضة السعودية، في الصحافة الرياضية كل شيء من الشللية والصداقات والعلاقات والمصالح، وفيها كذلك كل أنواع الإعلاميين بدءاً بأصحاب المبادئ الواضحة، مرورا بمن لا قضية لديهم، وانتهاء بأولئك المسيّرين بالريموت كنترول.