تتسبب المدينة الصناعية الأولى بالأحساء التابعة ل «مدن»، والواقعة بمدينة العيون ومجاورة للمنازل، في قلق لأهالي المدينة جراء انبعاث غازات وأدخنة من مصانع لما يمكن أن تسببه من أضرار صحية، وسط مطالب الأهالي بأهمية نقل المصانع الثقيلة إلى مجمع المصانع التابع ل «مدن» على طريق سلوى والإيفاء بالوعود التي أكدتها إدارة «مدن» في وقت سابق حفاظا على صحة وسلامة الأهالي، وكذلك بردم المصرف المفتوح الذي يشكل خطراً على المجاورين له ويشكل بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات والقوارض، ناهيك عن الروائح الكريهة. مصانع ومصارف تهدد المجاورين مصنع ملاصق لمنطقة سكنية وقال عضو مجلس بلدي الأحساء عبدالرحمن السبيعي: «هيئة مدن» لم تف بوعودها للمجلس البلدي خلال دورته الثانية برئاسة ناهض الجبر، والتي كان من أهمها عمل فلترة كاملة على جميع المصانع الكيميائية ومراقبة الورش التي تنبعث منها غازات تشكل خطراً على المواطنين. وأضاف: «هيئة مدن» وعدت بنقل المصانع الثقيلة إلى مجمع المصانع التابع لها على طريق سلوى، وكذلك عمل حزام اخضر على محيط الصناعية ليكون مصدا ومانعا للتلوث البيئي، وإيقاف تدفق المياه الملوثة على مصارف مشروع الري والصرف، وردم المصارف المفتوحة التي تمر بالسلطانية الرابعة إضافة إلى وعودها بإنشاء حديقة بالمدينة بمساحة 75000 الف متر على الطرف الشمالي الشرقي من المدينة الصناعية. وأكد مطالبة الأهالي بنقل المصانع الثقيلة وتشجير محيط المدينة الصناعية وتوفير مرافق وحدائق للمدينة أسوة بباقي المدن، ولفت إلى مطالبة سكان السلطانية الرابعة بنقل مدخل المدينة الصناعية الى الشارع الغربي الذي سعته 60 متراً بدلاً من الشارع الحالي الذي أصبح مأهولاً بالسكان وسعته 25 مترا. مدخل المدينة الصناعية (تصوير: محمد العويس) نقل المصانع إلى خارج النطاق العمراني من جانبها طالبت اللجنة الأهلية لأصدقاء الصحة بالعيون وما جاورها «رعاية» بضرورة نقل مصنع الأسمنت والمدينة الصناعية إلى خارج النطاق العمراني عن مدينة العيون بمسافة تضمن سلامة الأهالي الصحية وعدم تعرضهم للأمراض بسبب ما يصدر عنها من غازات وسموم ضارة وأدخنة وغبار وروائح كريهة، تسبب أضرارا على البيئة من ماء وتربة ونباتات وحيوانات وغيرها. ولفتت إلى أن مصنع شركة الاسمنت أنشئ منذ أكثر من خمسين عاما والمدينة الصناعية منذ ثلاثين تقريبا، ومنذ ذلك الحين وهما تبثان غبارهما ودخانهما وتنشران سمومهما على المنطقة المحيطة والمجاورين. وطالب محمد العمر الجهات المعنية وذات الاختصاص بالاضطلاع بمسؤولياتها وتكوين لجنة من الوزارات كالتجارة والصناعة والصحة والأمانة وهيئة حماية البيئة بمشاركة وعضوية اللجان الأهلية والخيرية للتأكد من وجود اضرار صحية من المدينة الصناعية ومصنع الأسمنت خاصة من الغازات الكيميائية والأدخنة المنبعثة وغيرها من الملوثات، وكذلك دراسة الأضرار البيئية بشكل عام وإيجاد الحلول الوقائية والعلاجية للأهالي. واستهجن صمت القائمين على تلك المصانع وعدم قيامهم بتوضيح هل هناك مخاطر صحية وبيئية أم لا، مطالبة توفير بيئة آمنة وصحية للمجاورين من المصانع. مياه ملوثة تنساب من المصرف المجاور للصناعية مواد كيميائية في منتجاتنا الزراعية وقال المواطن طارق آل فياض الخالدي: المملكة تشهد تنمية متكاملة في كل الاتجاهات منوها إلى الثروات والطاقات البشرية الهائلة والتي تتطلب منا الاهتمام بتنمية الثروات والحفاظ على صحة الانسان، منوها إلى مخاطر المصانع البيئية والصحية بالمدينة، والتي نبتلعها مع كل لقمة أو كل شهيق وزفير نتنفسه حيث نجد أن مصانع تنفث سمومها ويستنشقها البشر والحيوان والشجر وتتشبع بها الأرض فنجد طعم المواد الكيميائية في تمرنا وفي منتجاتنا الزراعية، منوها بمخاطر الأمراض الصدرية والجلدية والباطنية والأمراض الوبائية نتيجة الملوثات، ودعا إلى أهمية رقابة المصانع لضمان سلامة الهواء والأرض والماء، وأن تجتمع لجان متخصصة لكل مشكلة داخل مصانع المدينة الصناعية وعلاجها بما يخفف من الأثر السيئ على المدينة، ويمتد ليلوث باقي مدن الاحساء. وقال المواطن سعد العيد: ما زالت عيون الأحساء تدفع ثمن إنشاء المدينة الصناعية الاولى ومصانع البتروكيماويات وغيرها مما يعزز من زيادة الأمراض والأوبئة نتيجة التلوث، ووسط غياب للحدائق أو التشجير الذي قد يخفف من التلوث مهيبا بالمجلس البلدي أو أمانة المحافظة أو صحة البيئة على متابعة المشكلة، لافتا إلى أن هناك مساحات شاسعة خارج النطاق العمراني بإمكانها استيعاب أكثر من مدينة صناعية في وقتٍ واحد مطالباً بالتعجيل بترحيلها وتخصيص محيطها منحا للأهالي أو تحويله إلى وزارة الإسكان يمكنها من توفير مساكن تحتوي من أرهقهم الإيجار. مياه تنساب عبر مصرف مجاور لأحد المصانع الجدير بالذكر أن المدينة الصناعية الأولى بالأحساء والواقعة بمدينة العيون باتت إحدى أكثر المدن الصناعية التي تشهد تنوعاً في خطوط الإنتاج الصناعي، إذ تحتوي المدينة على صناعات كيميائية ومنتجاتها، وبلاستيكية، وكذلك صناعة الخشب والأثاث ومنتجات الورق، والصناعات الغذائية ومنتجات المطاط، والمنسوجات والجلود بالإضافة إلى الصناعات الطبية. شاحنة تدخل للمدينة الصناعية