نتحدث اليوم عن تحديات قطاع السيارات الكهربائية وآفاق التقنية الحديثة المسيرة لهذا القطاع. تطور شركة تويوتا الآن سيارة كهربائية تعتمد على خلايا الوقود المزودة بالهيدروجين بدون الاعتماد على البطاريات كما في السيارة الكهربائية التقليدية. وتعتزم الشركة البدء في إنتاجها على نطاق تجاري في عام 2020 بقدرة إنتاج تبلغ 30 ألف سيارة خلايا وقود في العام 2020 مع خطة للوصول الى 800.000 سيارة بحلول عام 2030. المحركات الكهربائية التي تعتمد على خلايا الوقود ستستخدم أيضا في الباصات وتعتزم اليابان استخدام 100 باص خلايا وقود في أولمبياد 2020. بالطبع ما زالت هناك عقبات مثل التكلفة العالية للسيارة التي تستخدم خلايا الوقود؛ بسبب حجم الإنتاج المتواضع الآن واستخدام بعض المعادن الثمينة في خلايا الوقود ومحدودية انتشار محطات التزويد بالهيدروجين (هناك خطة لإنشاء 900 محطة تزويد بالهيدروجين في اليابان بحلول 2030). في الجانب المقابل، هناك ما يقارب المليوني سيارة كهربائية تسير الآن على الطرقات في مختلف بلدان العالم، وهذا العدد يتضاعف كل سنة. إن أكثر أجزاء السيارة الكهربائية تعقيدا في التصنيع هي البطارية الكهربائية التي تعتمد على الليثيوم في تصنيعها. تواجه صناعة بطاريات الليثيوم مشاكل تتمثل في نقص الامدادات لمادة الليثيوم (أغلبها تأتي من مثلث الليثيوم الواقع بين الأرجنتين وتشيلي وبوليفيا في أمريكا الجنوبية) والمشاكل البيئية المتعلقة بعمليات استخراج الليثيوم وعملية التخلص من البطاريات المنتهية الصلاحية حيث يتوقع الحاجة إلى التخلص من ما يقارب ال11 مليون بطارية ليثيوم سيارات منذ الآن وحتى عام 2030 (دون حساب بطاريات أجهزة الهاتف الذكية وبطاريات السيارة المدمجة). أما في قطاع نقل الشاحنات فتنوي شركه تسلا ان تطرح قاطرة تسلا الكهربائية قريبا ويتوقع أن يكون لهذه المركبة تأثير كبير على قطاع النقل بالشاحنات بشكل عام حسب رأي المحللين الاقتصاديين وخبراء قطاع النقل وسوف تكون هذه القاطرة أكبر تغيير شهده هذا القطاع منذ عقود. من المتوقع أن تكون قاطرة تسلا مركبة متعددة الاستخدامات ذات 8 محاور وستكون قادرة على نقل بضائع وحمولات مختلفة. تنوي شركه تسلا توفير هذه الشاحنة الكهربائية في العام 2020 بتكلفة 100 ألف دولار (البطاريات ستُؤجّر منفصلة) مع خفض تكاليف التشغيل بما يزيد على 70% بالمقارنة مع المركبات التقليدية. إن دمج فكرة الشاحنة الكهربائية مع فكرة النقل بالشاحنات التجارية ذاتية القيادة سوف تكون واقعا في غضون بضع سنوات من الآن. إن الشحن يعتبر هو هدف الأتمتة الأساسيّ، لأن نقل البضائع بالسيارات من مكان إلى مكان أبسط بكثير من النقل المدنيّ، ولِنَقْص السوَّاقين المتزايد في هذه الصناعة؛ وفوق هذا يسَع الشاحنات التجارية ذاتية القيادة أن تُقلِّل التكاليف اللوجستية بنحو 40% في الولاياتالمتحدة وبنحو 25% في الصين مع رفع مستوى الأمان، فالشاحنات التجارية تَقتُل في الصين نحو 25.000 شخص سنويًّا ويُصاب نحو 30% من سائقي الشاحنات بإجهاد القيادة ولذلك تعتبر قيادة الشاحنات من أخطر الوظائف وأكثرها تسببًا بالموت، لأن حالات الوفاة الناتجة عن النقل بالشاحنات تُمثِّل أكثر من رُبع حالات الوفاة الناتجة عن العمل. إن هذه التطورات في قطاع النقل بشقيه الركاب والبضائع تتطلب ان ينظر إليها بحذر قطاع نقل الركاب والبضائع كما يجب أن يدرس تأثيرها على الطلب على النفط والمشتقات النفطية في الثلاثينيات من هذا القرن وما بعده.