تصاعد المعارضة السياسية في أوساط أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر ضد نظام الحمدين يوضح أن عقلاء الأسرة وحكماءها ينتابهم القلق الشديد من ارتماء بلادهم في أحضان الأجانب وخاصة دائرة النفوذ الإيراني. وهم يعلمون أن إيران تزرع الفوضى والخراب في كل بلد تحل فيه، بهدف تعزيز قبضتها على محاسيبها وعملائها، مثل ما يحدث فعلياً في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وهذا القلق اضطر زعماء في الأسرة وشيوخا بارزين إلى التخلي عن الصمت والمجاملات وإعلان مواقف شجاعة وصريحة ضد النهج الذي يسير عليه نظام الحمدين ويؤدي ببلادهم إلى التهلكة. بات نظام الحمدين الإرهابي في الدوحة بين فكي كماشة الشعب وأفراد من الأسرة الحاكمة، ضاقوا ذرعا بتحويل بلادهم إلى وكر للإرهاب، وتهديد الأمن القومي العربي، ويحزنهم ابتعاد الدوحة عن حضنها الخليجي في مقابل توزع خيراتها وموارد شعبها لجماعات الإرهاب والتطرف، والتآمر مع نظام الملالي في طهران على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وجاء بيانا الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني والشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الأخيران ليضيقا الخناق أكثر على النظام القطري، الذي أدخل البلاد في نفق مظلم، ويكاد أن يعصف بها عصفا. وعبر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني عن دعمه للدعوة إلى اجتماع من أجل حل الأزمة القطرية، وفي بيانه المصور حث القطريين على التوحد ضد الإرهاب والتضامن ل«تطهير الأرض»، ومواصلة التنمية في البلاد. كما كانت الدعوة إلى توحيد الصف القطري، والعودة بالدوحة إلى حضنها الطبيعي، بين العناوين العريضة لبيان الشيخ عبدالله بن على آل ثاني، الذي كشف المستور عن سخط القطريين وأفراد من العائلة المالكة من ممارسات السلطة الحاكمة. الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني جمع الصف وجاء بيان الشيخ سلطان بن سحيم معضدا لبيان الشيخ عبدالله بن على آل ثاني، والذي دعا إلى اجتماع عائلي ووطني لبحث أزمة قطر وإعادة الأمور إلى نصابها، من أجل تصحيح المسار الخاطئ الذي عكفت عليه قطر منذ أكثر من 20 عاما. فالشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يتفق مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في أن السلطات في الدوحة تسير بقطر نحو نفق مظلم، ويرفض أن يرى قطر وقد آلت الأمور فيها إلى الأسوأ، الذي يمكن القضاء عليه بالحكمة والعزم والإرادة من أبناء الشعب القطري. وترى المعارضة القطرية أن مثل هذه البيانات تحمل فرصا لجمع الصف القطري، بما في ذلك المعارضون في الخارج والراغبون بالإصلاح في الداخل. ويتفق الجميع اليوم على أن الدافع الوحيد لبياني الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني والشيخ عبدالله آل ثاني هو الخوف على قطر من أن تدخل دوامة الفوضى العارمة، بعدما ارتمت في أحضان إيران على حساب أشقائها في دول الخليج. ويؤكد البيانان أن أفعال السلطة القطرية باتت محل انتقاد العائلة الحاكمة نفسها، التي ترى أن السياسات الحالية ستؤدي بقطر إلى الدمار. حافة الكارثة وعبر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، الإثنين، عن دعمه لدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لاجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر، بعد أن تمادى النظام القطري في دعم الإرهاب والتآمر على دول المنطقة. وقال سلطان بن سحيم، في رسالة مصورة للشعب القطري: إن الحكومة القطرية «سمحت للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الكارثة». وأضاف: «يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات الإرهابية بيننا.. وكأن دوحتنا حاضنة لكل المخربين والمفسدين». وقال: «أدعم كل دعوة للاجتماع مع جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان للتفاعل معها حتى نكون عينا واحدة ترعى قطر من غدر الخائنين وتحصنها من كيد الحاقدين». وأردف قائلا: «كلي ثقة في حكمة الملك سلمان وقادة الدول ومحبتهم المتأصلة لنا ووقوفهم إلى جانبنا.. لعل الله يجعل منا صلة سلام تعيد الأمور إلى نصابها». وكان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني قد دعا، الأحد، «عقلاء» الأسرة الحاكمة في قطر وأعيان البلد إلى الاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة القطرية، التي بلغت حد التحريض المباشر على الخليج العربي. وقطعت المملكة والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر مطلع يونيو الماضي؛ لإصرار الدوحة على دعم الإرهاب والتآمر مع النظام الإيراني على ضرب استقرار المنطقة. بيان ابن سحيم وقال سلطان بن سحيم في بيانه: «تعلمون جميعا أن الوضع اليوم صعب، ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب، بسبب أخطاء فادحة في حقهم وممارسات ضد وجودهم، استغلها البعض باسمنا ومن خلال أرضنا وأدواتنا وهم أعداء وخصوم لنا، بسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها التي سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل في قطر وبث سمومهم في كل اتجاه حتى أوصلونا إلى حافة الكارثة، وإن دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم، والاستمرار في التنمية التي ترفع اسم قطر عاليا وتزيد دورها الحضاري وقيمتها الإنسانية، وأن نكون صفا واحدا لتبقى بلادنا الحبيبة محصنة من الإرهاب وأهله، وبعيدة كل البعد عن تنظيماته، فو الله إنني أخشى يوما لا يذكر فيه القطري إلا وكان ارتباط الإرهاب به ثابتا، وإنني أخشى يوما يعافنا فيه كل بلد ويشك في توجهنا كل أحد، فضلا عن قطيعتنا مع جيراننا وأهلنا». تدفق الأغراب وأضاف الشيخ سلطان بن سحيم: «أنا أقيم اليوم في باريس، فمنذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون فيها ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نعتبر امتدادا لهم، وهم الحضن لنا جميعا، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم». وزاد: «والله إنه يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا والتدخل في شؤون الآخرين وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين ومنبرا يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم، بينما هم أول من يهرب لو ضاقت بنا الدوائر فلا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب ولن يعنيهم شأننا فليس لهم جذر لدينا ولا أسرة ولا أهل، دون ذكر كراهيتهم المتأصلة لأهل الخليج عموما وليست قطر استثناء، لكن من العار أن تكون مطية للأعداء ومن ثم ضحية لهم وأن يستخدموها سلاحا يضربون به أهلها وعزوتها وتاريخها وكل وجودها». دعم الاجتماع وختم الشيخ سلطان بن سحيم بيانه المصور بقوله: «وإنني في هذا السياق أدعم كل دعوة للاجتماع، آملا من جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان التفاعل معها حتى نكون يدا واحدة وعينا يقظة ترعى قطر من غدر الخائنين، وتحصنها من كيد الحاقدين، وكلي ثقة بحكمة الملك سلمان وقادة الدول ومحبتهم المتأصلة لنا، ووقوفهم إلى جانبنا، لعل الله يجعل منا صلة سلام تعيد الأمور إلى نصابها وتصحح كل خطأ، وتطرد كل الكوابيس التي أشغلت أهلنا وأحالت حياتهم خوفا مستديما وترقبا مريرا».