كشف الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني أن هناك استجابة وترحيبا من قبل عدد من الأسرة بالبيان الذي أصدره أمس الأول، والذي دعا فيه «عقلاء» الأسرة الحاكمة بقطر وأعيان البلد إلى الاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة، التي بلغت حد التحريض المباشر على الخليج العربي. وشدد فيه على أن الصمت على الأزمة القطرية خذلان لوطننا وأهلنا. مؤكدا أن الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود آل ثاني رحب بالبيان بشدة. وقال إن الشيخ مبارك موافق على إعلان اسمه، بينما شيوخ آخرون من أسرة آل ثاني مؤيدون للاجتماع لا يرغبون، كما يبدو، بإعلان أسمائهم، خشية من انتقام نظام الحمدين ولسلامة أسرهم في الداخل القطري. وقالت أنباء إن الشيخ مبارك هو أخ لشيوخ معتقلين في الدوحة ويواجهون أحكاماً جائرة يكيلها نظام الحمدين لكل من يخالف نهجه وسياساته العبثية. من جانبها، رحبت المعارضة القطرية بخطوة الشيخ عبدالله التي ابتدرها ببيانه المهم الأحد، وقالت: إن آل ثاني «يسعى إلى توحيد الصفوف» في قطر التي تواجه أزمة بسبب تعنت النظام. وأكدت أن «فشل نظام الحمدين في الالتزام بتعهداته يلزمنا بالتوحد من أجل الوطن». وكانت المملكة والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت العلاقات مع قطر بسبب دعم الدوحة للإرهاب، والتعامل مع إيران لضرب استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية. المعارض القطري خالد الهيل (اليوم) أفق جديد وفي بيانه الذي أصدره ليل الأحد قال الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني: «أتألم كثيرا وأنا أرى الوضع يمضي إلى الأسوأ، بلغ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربي، والتدخل في شؤون الآخرين، ويدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه كما هو حال دول دخلت في نفق المغامرة، وانتهت إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات لا قدر الله». وأضاف عبد الله آل ثاني: إنه «نظرا إلى ما آلت إليه الأوضاع، أدعو الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة الكرام، وأعيان الشعب القطري إلى اجتماع أخوي وعائلي ووطني، نتباحث فيه حول كل ما يخص الأزمة، وما نستطيع عمله لنعيد الأمور إلى نصابها ولتقوية اللحمة الخليجية». وتابع في بيانه: «إخواني، لا أفعل هذا ادعاء أو استعراضا، لكنني متفائل حين رأيت ما تيسر لي، بفضله تعالى، من خدمة أهلي وتسهيل أمورهم، ووجدت الأبواب مشرعة. وفي المرتين اللتين شرفت فيهما بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجدت حرصه الشديد على سلامة قطر وأهلها، كما أن واجبنا ومسؤوليتنا عدم الصمت والسكون في هذه الأزمة». المعارضة تؤيد من جانبه، قال المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل: إن البيان الذي أصدره الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يهدف إلى توحيد الصف القطري بمن في ذلك المعارضون في الخارج والراغبون بالإصلاح في الداخل. وأضاف الهيل: إن الخطوة التالية «ستكون هامة وفارقة للشعب القطري»، وإن «الأمور لم تعد كما كانت في السابق». ووصف الهيل البيان بأنه عبارة عن لم شمل للشعب القطري بخلاف تنظيم الحمدين الذي شرد القطريين، خاصة وأن النظام القطري أُعطي فرصا كثيرة. وأشار إلى أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني له شعبية كبيرة منذ الثمانينيات، مؤكدا أنه لم يفكر أبدا في مصالحه الشخصية وإنما تفكيره ينصب في تصحيح المسار. وأكد خالد الهيل أن «بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني وجد قبولا واسعا في قطر». خطاب وحدوي وأضاف الهيل: إن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يقود تصحيح المسار في خطوة جبارة. وأكد أن هذه خطوة رائعة انتظرها القطريون منذ فترة، لافتا إلى احتياج القطريين إلى من يصحح المسار لا من يؤزمه. ووصف خالد الهيل بيان الشيخ عبدالله آل ثاني بأنه خطاب وحدوي، يهدف إلى توحيد الصف القطري سواء من المعارضة في الخارج أو من التيار الإصلاحي أو المعارض من الداخل. وأضاف: إن الأمور لم تعد كما كانت في السابق. ووصف الهيل البيان بأنه عبارة عن لم شمل للشعب القطري بخلاف تنظيم الحمدين الذي شرد القطريين، خاصة وأن النظام القطري أُعطي فرصا كثيرة. وزاد: إن المواطن القطري يريد حلا لهذه الأزمة، مشيرا إلى أن هذه هي أول خطوة لتصحيح الأوضاع في قطر، بعيدة عن تنظيم الحمدين. وواضح أن الأزمة في قطر تتجه إلى التعقيد كلما أمعن نظام الحمدين في العناد والمكابرة والبحث عن حلول خارج المنطقة. ويتوقع أن تنال دعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني أصداء إيجابية واسعة لدى شيوخ من أسرة آل ثاني وأهل الحل والعقد في قطر الذين يرفضون مصادرة بلادهم وتقديمها إلى بلدان أجنبية وشبكات إرهابية.