هذا شأن عرفناه وألفناه، وأمر تعودناه، يتكرر كل عام ولا سيما في موسم تتقاطر فيه وفود الحجيج قادمة من كل فج عميق تعلو أصواتها بالتهليل والتكبير والدعاء أن يتقبل الله منهم صالح الأعمال وأن يعودوا لأوطانهم سالمين غانمين مع كل الشكر والتقدير لهذا البلد الطيب الخيّر، الذي وفر لهم كل أسباب الراحة والأمن والسلام؛ ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة وراحة بال. إن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان- يحفظه الله- المتمثلة في استضافة آلاف الحجاج على نفقته من مختلف العالم الإسلامي، وتتبوأ فلسطين المركز الأول في عدد الحجاج الذين يحظون بنصيب الأسد في هذه المكرمة الملكية، تقديرا لظروفهم الصعبة ومعاناتهم من الاحتلال البغيض الذي قتل ودمر وأحرق بلا وازع من دين أو ضمير، لذا كان ذوو الشهداء والمعتقلين هم الأكثر عددا ممن شملتهم المكرمة العظيمة. وهذا غيض من فيض وقطرة في بحر يموج بالمكرمات والإبداعات والإنجازات التي تتوالى على مدار الأعوام ومرور الأيام. ولله در أبي الطيب المتنبي القائل: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم جزى الله هذا البلد الطيب- ملكا وحكومة وشعبا- خير الجزاء وأبقاه نهرا يتدفق بالخيرات في كل المجالات، وأدامه دار عز وهناء، وواحة سلم وسلام وأمن وأمان، ذخرا لكل العرب والمسلمين على امتداد السنين.. آمين.. آمين.