الجدعان يترأس وفد السعودية في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين للعام 2024م    أمطار متوسطة إلى غزيرة في 4 مناطق وفرصة لتكون سحب رعدية ممطرة بالمدينة وحائل    نائب أمير الرياض يرعى حفل جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية (أصدقاء 34)    هل يوقف «البنفسجي» سلسلة انتصارات «الزعيم»    شركات صحية كندية تبدأ فتح مكاتب إقليمية بالمملكة    وصول الطائرة الإغاثية ال8 لمساعدة اللبنانيين    «الاستثمارات العامة» يؤسّس «سارك» للحلول السكنية للعاملين    تعزيز التعاون البرلماني بين «الشورى» و«الشيوخ الفرنسي»    العروبة يقلب الطاولة على الاتفاق في دوري روشن للمحترفين    نور يحتفل بانتصار العميد مع أحفاد اللامي    «البلسم» تختتم حملتها في أوزبكستان وتنجح في إجراء 88 جراحة قلب وقسطرة تداخلية للكبار    1,776 سلة غذائية وحقيبة صحية للمحتاجين في إدلب    أمانة جدة تستعيد 27.5 ألف م2 من الأراضي الحكومية على الواجهة البحرية    محمد عبدالله المناعي.. أول بحريني يدرس صياغة الذهب    الرقابي يرفع شكره للقيادة لإقامة مسابقة حفظ القرآن في موريتانيا    4 مكملات غذائية تعزز مناعتك !    57 % من الموظفين يتعرضون للضغط العصبي.. و19 % يسعون للعلاج    5 نصائح للحفاظ على نظافة أغطية السرير    الاستثمار في المستقبل    القيادة تعزي ملك البحرين وتهنئ رئيس أذربيجان    «شين وقوي عين»    « نجانو وإبلين وسايبورغ» أبطالًا لنزال «معركة العمالقة» بالرياض    في انطلاق الجولة السابعة من دوري يلو.. صدارة نيوم في اختبار الصفا.. والنجمة والعربي في ديربي عنيزة    الإيطالي سينر يتوج ببطولة "The six Kings Slam" في الرياض    موسم الرياض يعيد جودة الحياة    انطلاق أعمال النسخة السابعة من ملتقى الصحة العالمي في ملهم    انتخابات أمريكا والملف الاقتصادي الملتهب !    أقسام الإعلام ومعضلة امتداد التخصص    محافظ جدة يطلع على برامج "المبادرات المتميزة"    أمانة جدة والازدحام المروري    أمانة جدة تستعيد أكثر من 27 ألف متر مربع من الأراضي الحكومية    مجزرة إسرائيلية جديدة تودي بحياة عشرات الفلسطينيين    من الأزل والتيه هو اللعبة    الكتب.. طبيبك للتعافي بالقراءة    الشهر المميز    الذكاء الاصطناعي يخرج أفلام الرعب    خدعة أكبر سمكة قرش في العالم    الخيانة بئست البطانة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثامنة لمساعدة الشعب اللبناني    أمير القصيم يستعرض الإستراتيجية التنموية    نائب أمير مكة يطلع على إستراتيجية "إعمار المدينة الاقتصادية"    السعال المزمن قد يكون وراثياً    تحقيق أمريكي لتسريب الوثائق وضغوطات لوقف إطلاق النار    بيع شاهين ب 240 ألف ريال في الليلة الرابعة لمزاد نادي الصقور السعودي 2024    تدشين مبادرة الشرقية تبدع    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود الصناعة    إطلاق «معجم مصطلحات الرياضات الإلكترونية»    نجران تستقبل مبتكرا لعلاج السرطان    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُفعّل "اليوم العالمي للصيدلة"    "الأمر بالمعروف" في منطقة الباحة يفعَّل محتوى برنامج "تعزيز دور الأسرة في الوقاية من المؤثرات العقلية"    رضا المستفيدين بالشرقية يبدأ المسح الميداني لاستطلاع الرضا من خدمات الضمان الاجتماعي    الفضلي يلتقي عددًا من المزارعين ويزور مركز المكافحة الحيوية وإنتاج النحل بالقصيم    أمطار بعدد من المناطق وضباب على أجزاء من الشرقية ومرتفعات عسير    مسابقة خادم الحرمين لحفظ القرآن في موريتانيا تنظم حفلها الختامي    القيادة تعزي ملك مملكة البحرين في وفاة الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد بن عيسى آل خليفة    مفتي موريتانيا: مسابقة خادم الحرمين لها أهمية بالغة في خدمة الدين    إطلاق 15 ظبي ريم بمتنزه واحة بريدة    السعودية إنسانية تتجلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القص وحياة الناس المهمشين
نشر في اليوم يوم 14 - 09 - 2017

خلف ظاهرة الهجرة واللجوء إلى الدول الأوروبية التي استفحلت في السنوات الأخيرة بسبب الفقر والحروب وغياب العدالة الاجتماعية هناك قصص إنسانية تعبر عن مدى قسوة الحياة والبشر، قصص حقيقية لا يمكن استيعابها إلا باعتبارها مآسي تكتب نفسها في سجل التاريخ كشاهد على صدق مقولة «الإنسان ذئب الإنسان». لكن هذه القصص تذهب مع الريح والنسيان مادامت لا تجد سبيل الحديث عنها وإبرازها إلى الواجهة، وطالما كان الإعلام العالمي لا يحتفي بالمهمشين من البشر ولا بقصصهم المأساوية إلا بالقدر الذي يتم توظيفه سياسيا أو اقتصاديا إلا ما ندر وهو قليل على العموم. وحده الأدب والفن هو من يملك القدرة على المقاومة، على الصمود ضد التهميش، ضد تحويل الإنسان إلى مجرد سلعة في سوق التبادل التجاري. والشواهد لا تعد ولا تحصى على مثل هذه المقاومة.
بين يدي رواية اسمها «لا تقولي أنك خائفة» للروائي الإيطالي «جوزبه كاتوتسيلا»، وهو عمل روائي استندت أحداثه على واقعة حقيقية، تحكي قصة عداءة رياضية (سامية) موهوبة من الصومال، كان جل طموحها المشاركة في أولمبياد لندن 2012 وبعد أن تقطعت بها السبل في بلدها بين الاقتتال الداخلي وتقلص الحريات خصوصا للمرأة بسبب التشدد الديني وبين انتشار الفقر، لجأت إلى شبكة المهربين المنتشرة على طول الحدود الأفريقية للوصول بها إلى شواطئ إيطاليا، وكأنها بذلك استجارت من الرمضاء بالنار. لكنها لا تصل إلى وجهتها المبتغاة، ففي عرض البحر وسط الأمواج الهائجة، في قارب معطل، تحاول أن تنجو بالسباحة. لكنها تغرق. وبذلك تنسدل قصة مأساوية من قصص عديدة مثلها لم يتمكن الناس من معرفة تفاصيلها لولا الإمكانيات الكبيرة الذي يقدمها السرد القصصي عن حياة الناس العاديين، ولولا وجود أيضا قاصين وروائيين على درجة كبيرة من القدرة على إظهار تلك الإمكانيات الكامنة في السرد.
لقد استطاعت الرواية أن تظهر الوجه الحقيقي للمشاعر الإنسانية، وأن تذهب في دهاليزها وتزيح الستار عن أبشع المواقف التي يمكن أن يتخذها إنسان تجاه إنسان آخر، بالقدر الذي نرى فيها صورا إنسانية على النقيض منها أيضا. ولم يترك الروائي معلومة صغيرة أو كبيرة عن حياة البطلة إلا ونفض الغبار عنها، حوارات ولقاءات مع أصدقاء رحلتها، مع أختها التي تعيش في هلسنكي، مع أسرتها وجيرانها في الصومال. هو عمل صحفي شاق يتم استثماره روائيا كي يعطينا قصة إنسانية ترتفع إلى مصاف المثال والشاهد على حياة إنسانية عابرة لا يلتفت إليها أحد. وإذا الواقع يقول إنها غرقت، فالرواية تنقذها من الموت وتوصلها إلى حلمها الذي خسرت من أجله حياتها وهذه قمة الإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.