في كل منشأة، حكومية كانت أم أهلية، لا بد من تواجد صنفين من البشر، سواء أكان عملا جماعيا أم فرديا وهو الاغلب. وهذه المنشآت لا بد لها من العمل الجماعي أو الفردي، فإن كان العمل الفردي كان الكل في مجاله الخاص يحاول بشتى الطرق أن ينجز ما عليه من مهام منوطة به على المستوى المطلوب، ومنهم من يؤديه على المستوى فوق المطلوب في بداية حياته العملية بالطبع ومن ثم يتخاذل شيئاً فشيئاً حين يرى أن عمله في المستوى أو فوق المستوى لن يزيد أو ينقص من قيمته شيئا. وهناك العمل الجماعي الذي يقتضي اشتراك مجموعة للعمل معاً يكونون من ذوي الاختصاص الواحد أو من ذوي الاختصاصات المتعددة إن احتيج الأمر، وبالطبع لا بد من قائد لهذا الفريق، ولا بد من توزيع المهام حسب التخصص أو القدرات، حتى يكون العمل ويكون الإنتاج المطلوب وإظهار النتيجة المشرفة لعمل احتوى قدرات وكوادر تفوقت على الكثير حتى تم اختيارها ضمن فريق العمل. ولكن ماذا يحدث خلف الكواليس، بالطبع حين أقارن بين المجتمع النسائي والرجالي فسوف أقارن من واقع عشته شخصيا ورأيته بعيني وسمعته من أشخاص ثقاة مقربين لي، وأعود للقول إن هذا الأمر لا يعني الكل ولكن الاغلب، ولكل قاعدة شواذ كما يقولون. والحق أن المجتمع الذكوري يصعب عليك فيه أن تعرف القائد عليهم في وقت العمل، لأنه يعمل بينهم ويفوض الكل لأن يكون بمكانه، لأنه وضع الثقة في اختياره لهذا الفريق ووضع الثقة بأن كل من يعمل معه هو أهل لهذا المنصب، وإلا لما تم هذا الاختيار من البداية، ناهيك عن أن المخرجات تكون ذات محتوى لا يمكن بأي حال من الأحوال التغيير فيه لأنه فكر جماعي ونقاش حواري عالي المستوى وتواصل دائم وتغيير للأفضل وعدم التشبث بالفكرة لأي منهم لمجرد أنه الرئيس. وعلى العكس تماماً من هذا المجموعات النسائية التي من البداية تعلم من هي القائدة عليهم ناهيك عن أن التفويض أمر مستبعد تماما، وإن تم فتجد الكلمة الأخيرة (ارسلوه لي)، ولا أعلم أين التفويض هنا، وحين يتم طرح الامر للنقاش ليس هناك مجال للتفكير بل يكون المعارضة والموافقة وبالطبع المعارضة لن تعمل لأنها معارضة فتجدها جمدت الفكر لإعطاء أي ملاحظة قد تفيد هذا الفريق وبالطبع القائد الذي ستكون المخرجات باسمه دون ذكر لفريق العمل إلا فيما ندر. ثم ماذا؟ * لي معكم في المقال القادم (الإجابة).