أكثر من عقدين من الزمن والدعم الإيراني ينهمر على الحوثيين في اليمن، فالدعم لم يرتبط يوماً ما بالحراك الشعبي، فعبدالملك الحوثي وميليشياته يمثل إحدى أذرع إيران في الخارج، فالتخلي عن الزيدية ونشر الاثني عشرية في اليمن كانت تمهيداً ومفتاحاً لطهران من أجل محاولة السيطرة لاحقاً على اليمن. ونظام طهران، الذي يدعم ميليشيا الحوثي في اليمن، لا يمكن أن يساهم في حل الأزمة في اليمن الذي تمزقه الحرب منذ أعوام عدة، لأنه «سبب الأزمة»، بحسب تصريحات سابقة للرئيس هادي ورئيس وزرائه. وسبق أن تعهد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر بعدم السماح لإيران بنشر ثقافتها ومشروعها التدميري في اليمن والمنطقة العربية. وقال خلال أحد لقاءاته في العاصمة اليمنية المؤقتة بقادة التحالف العربي المشاركين في قوات التحالف العربي: «إن الشعب اليمني سيقف وبمساندة دول التحالف العربي لإحباط هذا المشروع»، وأكد «أن عاصفة الحزم جاءت في وقت مفصلي وأحبطت طموح إيران في التوسع وتهديد أمن واستقرار وطننا العربي وخاصة دول الجوار والملاحة الإقليمية والدولية». وأثنى ابن دغر على دور المملكة في دعم اليمن ووحدته واستقراره، وشدد على ضرورة مواصلة العمل من أجل تحرير ما تبقى من المحافظات في اليمن التي ما زالت تقبع تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية. وناقش اللقاء - وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية - عددًا من الجوانب الأمنية والعسكرية على مختلف الصعد وتعزيز الجبهات القتالية لاستكمال تحرير ما تبقى من المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، وتأكيده أن السلام لن يتحقق إلا باستعادة الدولة ونزع سلاح الميليشيات الانقلابية. ومن المعلوم أن نظام الملالي هرب السلاح للحوثيين وخزنه في معسكرات خاصة بتدريبهم على ايدي خبراء إيرانيين أو لبنانيين يتبعون لميليشيات حزب الله، من أجل أن تقوى شوكتهم تم عبر سفن صغيرة أو عن طريق بعض دول القرن الإفريقي في البحر الأحمر بداعي التمويه، ومن ثم شحنها إلى ميناء ميدي الأقرب إلى معقل الحوثيين في صعدة. وأسست إيران ذراعاً عسكرية شبيهة بميليشيا حزب الله اللبناني، فالتدخل الإيراني لم يكن بدواعي التنمية وتمتين البنى التحتية لليمن الشقيق،، لذلك اندلعت المواجهات بين المخلوع صالح والحوثيين، فيما عرف بالحروب الست، وحاول الحوثيون المساس بحدود المملكة في نقاط حدودية تكبدوا فيها 1500 قتيل، وانسحبوا إلى معقلهم صعدة بعد قصف جوي ومدفعي. وبدأ بعد ذلك الحوثيون بالسيطرة تدريجياً على العاصمة المختطفة صنعاء في سبتمبر 2014، وسط دعم من بعض القوى الأمنية في اليمن، وتدريجياً سيطروا على بعض المحافظات بدعم عسكري وأمني من شريكهم المخلوع بأمر الشعب اليمني صالح. في المقابل، نجد تصريحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شامخاني الاستفزازية، وادعائه أن بلاده باتت على ضفاف البحر المتوسط وباب المندب، وإنها هي التي منعت سقوط بغداد ودمشق بأيدي المتطرفين، وهي التصريحات التي لم تدم طويلاً، لتنطلق عاصفة الحزم محطمة أحلام نظام إيران بالسيطرة على باب المندب ووضع اقدامه بالمنطقة امتدادا لوهم ساذج يؤسس لامبراطورية مندثرة عفا عليها الزمن وقبرها دون رجعة.