بعض القصص الطريفة وغير الطريفة تختصر لك آلاف الصفحات، وتوجز لك مئات المقالات.. تقول الحكاية يا سادة ويا كرام.. قال رجل لخادمه يوما: تميل نفسي إلى أكلة الباذنجان! فقال الخادم: الباذنجان؟ بارك الله في الباذنجان، هو سيد المأكولات، شحم بلا لحم، سمك بلا حسك، يؤكل مقليا ويؤكل مشويا يؤكل كذا ويؤكل كذا... فقال: ولكني أكلت منه قبل أيام فنالني الكرب- أي توجعت منه- فقال الخادم: الباذنجان.. لعنة الله على الباذنجان، فإنه ثقيل غليظ نفاح! فقال الرجل: ويحك! تمدح الشيء وتذمه في وقت واحد؟!! فقال الخادم: أنا خادمك يا سيدي، لا خادم للباذنجان، إذا قلت لي نعم قلت نعم، وإذا قلت لا قلت لا!! ما أكثر «الباذنجانيين» في حياتنا.. تجدهم في السياسة وفي الاقتصاد.. ويترززون في الإعلام وفي الإدارات.. «الباذنجاني».. يخرج اليوم على الملأ ليبارك قرار مسؤول.. ثم يخرج في اليوم التالي ليبارك تراجع المسؤول!! «الباذنجاني» شخص يجيد التطبيل، ويعزف على أوتار «النفاق».. حينما يصدر قرار بعزل مسؤول.. «الباذنجاني» يخرج ينتقد بقوة أداء هذا المسؤول، وقبلها لم يكن يحرك ساكنا ولا يسكن متحركا! حتى في مجالسنا.. لا تخلو من «البذنجة».. تلقى «الباذنجاني» يضحك لو صدرت نكتة من أحد الكبار.. ولو قال هذه النكتة أحد من الطبقات الكادحة لما التفت إليه! مؤسفة.. تلك اللحظات التي تكون سوق من «باذنجاناتهم» ماشية رغم فسادها! «الباذنجاني».. ليس له وجه.. يظهر بعدة وجوه.. ويلبس أكثر من ثوب! قال ابن تيمية: «التناقض أول مقامات الفساد».. «الباذنجاني» أحد أوجه الفساد! قال عليه الصلاة والسلام: «تجدون شر الناس ذا الوجهين، يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».. قاتل الله التلون وكل متلون.. وأخيرا.. قال طرفة بن العبد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود التقنية اليوم سارعت وساهمت في كشف وتعرية «الباذنجانيين»!! نجاح موسم الحج النجاح في أي مجال من مجالات الحياة يبهج ويفرح أهل الحق، وشوكة في حلق الكارهين لكل نجاح.. نجاح موسم هذا الحج يعود الفضل إلى الله عز وجل، الذي جعل بيته مثابة للناس وأمنا.. ويعود إلى تحقق دعوة إبراهيم الخليل في أن تكون مكة مهوى الأفئدة.. نجاح موسم الحج هو رسالة حضارية تظهر قدرة المملكة على إدارة هذه الملايين التي قصدت بقعة محددة وفي أيام معدودات.. كم هو رائع أن يتبادل الناس التهاني بخبر نجاح الحج.. ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. فالشكر يتوجه إلى مقام والدنا الملك سلمان- وفقه الله-، وولي عهده، وإلى إمارة منطقة مكة بقيادة أميرها خالد الفيصل، وإلى وزارة الداخلية في التنظيم وفي تعامل جنودنا الإنساني الراقي الذي رأيناه في وسائل الإعلام مع الحجاج.. وإلى وزارة الصحة وإلى كل جهة وفرد ساهم ولو بالقليل في هذا النجاح. قفلة.. صلاة الجماعة تجمع الجيران، وصلاة الجمعة تجمع سكان الحي.. وصلاة العيد تجمع سكان المدينة.. والحج يجمع المسلمين، ويتحدون فيه زمانا ومكانا ولباسا.