قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في الدوحة: إن بلاده لا تلعب دور الوسيط بين قطر والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مشددا على أن حل الأزمة يجب أن يكون ضمن مجلس التعاون الخليجي. وأوضح لافروف، «أن الطريق الأنسب هو تسوية الأزمة في إطار مجلس التعاون الخليجي»، قائلا: «نحن لا نتولى مهمات الوساطة، فهناك الوساطة الكويتية»، مشيرا إلى دعم بلاده للوساطة الكويتية، واستدرك: «أكدنا دعمنا لمهمة الوساطة التي يتولاها أمير الكويت، وسنكون مستعدين للمساهمة في رفد هذه الجهود، إذ اعتبرت الأطراف ذلك أمرا مفيدا». يذكر أن لافروف كان وصل إلى دولة قطر قادما من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى مع ولي عهد أبوظبي، بعد ما كان قد أجرى في وقت سابق محادثات مع القيادة الكويتية التي ترعى جهود الوساطة لحل أزمة الدوحة. التلويح بالانسحاب في المقابل، تعكس التصريحات التي تطلقها قطر بالتلويح بانسحابها من مجلس التعاون الخليجي، طبيعة النظام السياسي فيها ورهانه الدائم على أجندات خارجية لا تمت بأي صلة أو تتفق مع مصالح دول المجلس والدول العربية، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للسفير الإيراني السابق بالدوحة والتي نقلها موقع «اسبوتنك عربي» الروسي وفقا لحديثه لصحيفة «جام جم». وكان سفير نظام إيران السابق لدى قطر، عبدالله سهرابي، قال في بداية الأسبوع: إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يعتزم الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي. وتزامنا مع تلك التصريحات، بدأت وسائل إعلام قطرية مكتوبة على التقليل من دور مجلس التعاون الخليجي والحديث عن حق قطر في الانسحاب من المجلس لعدم ضمان مصالحها، زاعمة «أن الدوحة تعتمد في ضمان أمنها على شراكة مع دول خارج المجلس مثل تركيا وأمريكا». تمهيد وتحدث صحفيون قطريون عن مجلس التعاون بشيء من الاستخفاف، ويمكن أن يكون ذلك مقدمة تمهد للمواطنين القطريين لتقبل مفارقة مجلس التعاون أما بقرار خليجي بطرد الدوحة، أو تستبق قطر خطوة من هذا النوع بتجميد عضويتها في المجلس. بعد خطوات قطر الدراماتيكية المتلاحقة بمساندة الأعمال الإرهابية في الخليج وإعلانها عودة العلاقات مع إيران. واعتبر مراقبون خليجيون أن تغريد الدوحة خارج البيت الخليجي يتناقض مع تقاليد وتاريخ وموروثات الشعب القطري، ناهيك عن مصالحه في الحاضر والمستقبل في النمو والازدهار داخل الانتماء الخليجي ومن خلال التمسك بالهوية الخليجية. ومن جانبه، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الثلاثاء، التزام بلاده بمجلس التعاون الخليجي، وحرصها على المحافظة على قوته وترابطه. وغرد قرقاش على «تويتر»، قائلا: «إنه من المهم في هذا المفترق، أن نؤكد على التزام الإمارات بمجلس التعاون الخليجي، وأن نثمن إنجازات المجلس على مستوى التكامل الشعبي في الخليج العربي».