في كل يوم تبث الآلاف من الإعلانات عن وظائف شاغرة في مواقع التواصل الاجتماعي في ظل تحذير العديد من المختصين بمجال التقنية من تزايد إعلانات التوظيف الوهمية من محترفي النصب والاحتيال الإلكتروني لجهات خارجية، مشددين على الشباب والشابات بأهمية التعامل مع الجهات والشركات الموثوق بها من مصدرها، وعدم الاندفاع تجاه اي اعلان مبطن لا يحمل سوى ايميل مجهول لجهة مجهولة أو دفع أي مبالغ مالية مقابل الحصول على وظيفة. م. خالد أبو إبراهيم كشف ل«اليوم» أنه خلال السنوات القليلة الماضية أدت حاجة الخريجين إلى كسب العيش وعدم انتظار الوظيفة الحكومية في ظل كثرة الخريجين، إلى بروز ظاهرة جديدة وهي انتشار اعلانات الوظائف الوهمية على الانترنت. وأضاف: «هذا النشاط للوظائف الوهمية يندرج ضمن الجرائم المعلوماتية في العديد من الدول المتقدمة ويتوفر لديهم قنوات رسمية للإبلاغ عنها والحد منها، لكنها غير مصنفة بالتحديد في الدول العربية ولا توجد طريقة معينة ومعروفة حتى الآن للتبليغ عنها مما أدى الى انتشارها، فأصبح من الضروري على المتلقي أو المتصفح الباحث عن عمل تمييزها واكتشافها. وأشار المهندس أبو إبراهيم إلى أن الأهداف الشائعة للوظائف الوهمية هي جمع معلومات (بريد الكتروني أو ارقام) لاستخدامها في قوائم الاعلانات أو بيعها لجهات مستفيدة أخرى، واستغلال حاجة الباحثين عن عمل في التسويق الشبكي أو الهرمي بعمولات مغرية وهمية وإعلانات توظيف وهمية تهدف إلى الاحتيال المالي أو إلحاق الضرر. وأشار إلى أن هناك مؤشرات تساعد في اكتشاف الوظائف الوهمية للمتصفح لكشف اعلانات التوظيف الوهمية، قائلا: هناك مؤشرات مبدئية تتطلب منك المزيد من المراجعة والتحقق قبل إرسال معلوماتك خصوصا في حال ظهور أكثر من مؤشر، ومؤشرات هامة عند ظهور مؤشر واحد فقط عليك التوقف فوراً وصرف النظر عن الوظيفة وتحذير الآخرين بقدر الإمكان مهما كان المصدر أو المعلومات المتوفرة بالإعلان، ومن المؤشرات المبدئية لا يتوفر اسم صريح للشركة أو وصفها ب «شركة كبرى أو شركة مرموقة» وغيرها من المسميات المبهمة، كما لا يوجد شروط او وصف وظيفي بالحد الأدنى، بالاضافة إلى أنه يكون مصدر الاعلان مجهولا أو في مصدر يفتقد للتنظيم والرقابة، والاعتماد على عبارات جاذبة مثل (وظائف للجميع، وظائف مضمونة، أو اعمل من منزلك واكسب الآلاف). كما ان الوظيفة معروضة للجميع بدون تحديد الجنس او الجنسية او المؤهل، بالاضافة الى عدم توفر بريد رسمي للشركة او وسائل اتصال رسمية. أما عن المؤشرات الهامة لكشف إعلانات التوظيف الوهمية فكشف م. أبو إبراهيم أنه كالتالي: طلب أي رسوم او مبالغ ولو كانت رمزية قبل استلام الوظيفة سواء أكانت (رسوما إدارية، رسوم عضوية او شراء خدمات ومنتجات)، طلب إجراء مقابلة شخصية في منطقة مجهولة أو عنوان في حي سكني لا يمثل مقرا لشركة حقيقية، وطلب معلومات عن بطاقتك الإئتمانية او حسابك البنكي قبل استلام الوظيفة. بالاضافة الى طلب معلومات شخصية جداً مثل اسم الشارع ورقم المنزل. من جهته أوضح الخبير التقني عبدالله السبع أن إعلانات الوظائف الوهمية تحولت من مجرد جمع للمعلومات الى وسيلة لاختراق حسابات المستهدفين بمواقع التواصل الاجتماعي في استغلال لحاجة الباحثين عن عمل، وأضاف السبع: إن أهمية التأكد من مصدر الإعلان الوظيفي لأي جهة كانت وعدم إعطاء فرصة لمحترفي النصب الالكتروني في جمع اكبر قدر من معلوماتنا الشخصية التي قد تباع الى جهات خارجية أو تستغل في الاختراق الالكتروني لحسابات التواصل الاجتماعي.