أصبح استغلال المواقف الخدمية العامة من قِبل شركات تأجير السيارات بالأحساء ظاهرة لافتة للانتباه، وهو الأمر الذي تسبب في استياء المواطنين والمقيمين من عدم مراعاة أصحاب هذه الشركات للآخرين، ضاربين بقرار وزارة الشؤون البلدية والقروية عرض الحائط، وهو السماح لتلك الشركات بوقوف سيارتين فقط أمام مكاتب الاستقبال، حيث أصبحت الشوارع والطرق المحيطة بهم أكثر الأماكن ازدحاما وتكدسا للمركبات، مما دفع البعض للمطالبة بوقف هذا الاستغلال؛ ليتسنى لهم الاستفادة من هذه المواقف العامة، حيث سببت هذه الأزمة فوضى عارمة بالطرق والشوارع الداخلية والخارجية للأحياء، وذلك بعد أن حولتها لمواقع لتخزين وعرض سياراتها. ويقول هيثم النجادى، من سكان حي جوبابالهفوف، من المفترض أن لدى الشركة مستودعا خاصا للسيارات الخاضعة للتأجير، ويؤكد النجادي تذمر أهالي الحي بسبب وقوف تلك السيارات داخل الأحياء السكنية وبالقرب من المنازل، مطالبين الجهات المعنية بضرورة التدخل وإنهاء الأزمة في أسرع وقت. وأشار خالد الحميدان، أحد أهالي المنطقة، الى أن هذه المنطقة حيوية ومكتظة بالسكان بمختلف فئاتهم بينهم الموظف والطالب، والمقيم منهم للأسف لا يستطيع إيجاد موقف له بسهولة بسبب استغلال شركات التأجير لتلك المواقف وعرض مركباتهم دون مراعاة للآخرين، وأضاف: آمل من الجهات المعنية إيجاد حلول لهذه الأزمة المعضلة حيث إن العديد من قاطني الشقق والفنادق السكنية قد تفاجأوا بالمخالفات المرورية والتي سببتها تلك الشركات. وأبان عبدالله العبود، أحد الأهالي أن طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز من الطرق الحيوية في المنطقة لا سيما أنه يقع بالقرب من جامعة الملك فيصل، ويقطنه العديد من طلبة الجامعة القادمين من خارج الأحساء، ونلاحظ أنه لا تتوفر به مواقف لسياراتهم فيضطر الطلاب لركن سياراتهم داخل الأحياء وبذلك يتأذى سكان الحي من كثرة الزحام أمام منازلهم، ولا يستطيع الطلاب إيقاف سياراتهم على الطريق الرئيسي بسبب عدم توفر مواقف، فنلاحظ أن أغلب المواقف مُستغلة من قِبل محلات تأجير السيارات للأسف. من جانبه، يؤكد المواطن عبدالله التركي أن شركات تأجير السيارات تؤثر على مبيعات المحال المجاورة؛ نظرا لعدم توفر المواقف بسهولة، ويأمل من الجهات المانحة للتراخيص ضرورة عمل الزيارات الدورية المفاجئة وتطبيق المخالفات والعقوبات للمخالفين وضرورة أخذ التعهدات بالالتزام، وتأمين مواقف خاصة لبقية السيارات حسب النظام، وهذه لا نجدها إلا في حالة التأسيس أو التجديد فقط. أما المواطن علي المطيري فيقول، لجأنا إلى الوقوف داخل الأحياء السكنية وكذلك المحطات البترولية المجاورة وعادة ما نتفاجأ بوجود المخالفات المرورية في الصباح الباكر بسببهم، كما طالب إدارة المرور وأمانة الأحساء ووزارة النقل والجهات المعنية بتطبيق أشد العقوبات اللازمة لحل هذه الأزمة والاستفادة من هذه المواقف العامة. بدوره، قال المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بن محمد بووشل: إن اختصاص أمانة الأحساء في هذا الجانب يتركز في عنصرين رئيسيين هما: «إلزام شركات أو مؤسسات تأجير السيارات بتوفير ساحات إيقاف لمركباتها بمساحة معينة ووفق اشتراطات محددة، وأن يقتصر إيقاف مركبتين فقط أمام مكاتب الاستقبال لتلك الشركات»، وفي حال الإخلال بتلك الاشتراطات يتم تطبيق الجزاءات بناء على اللوائح والأنظمة بحق المخالفين لها.