أصبح الحلم أقرب ما يكون للحقيقة بعد غياب عن المونديال منذ عام 2006، بعد أن تسيدنا آسيا لفترة من الزمن حتى أصبحنا بعبعا تهابه آسيا من شرقها حتى غربها. المتبقي جولتان من التصفيات ومنتخبنا بحاجة لأربع نقاط من ست، ولا يهم كيف يأخذها بتعادل أول وفوز ثان أم العكس ونحن أصبحنا الآن أقرب للصعود للمونديال عطفا على ما قدمه نجومنا في المباريات السابقة، كل ذلك لا يتم إلا عندما يبتعد لاعبونا عن التخدير الإعلامي، الذي صاحب وسيصاحب مباراتنا أمام الإمارات الشقيق، بأن الإمارات سوف يترك المباراة وتناسى هؤلاء أن الإمارات ما زالت في خضم المنافسة، ومتبق لها أمل في دخول الملحق إذا ما فازت أمامنا وتعثر المنتخب السعودي في المباراة أمام اليابان والأمر الأهم أنه لا يمكن لأحد أن يتجرأ على النظام ويتلاعب بالنتائج؛ لأن العالم أصبح خلية صغيرة ولا أحد لديه الجرأة أن يضحي بسمعة وطنه لأجل أحد، ولو تكلمنا عن الحظوظ فهي ما زالت قائمة للمنتخبات الأربعة، اليابانواستراليا والسعودية والإمارات والمنتخبات الثلاثة الأولى حظوظها بيدها، ونستثني منتخب الإمارات الذي حظوظه بيد الغير، لذلك أتمنى من لاعبي منتخبنا عدم التعاطي مع وسائل الإعلام، التي ستشرع أبوابها وأبواقها لشحن المنتخبين السعودي والإماراتي حتى تصبح المباراة حربا شعواء لا تبقي ولا تذر وهناك مَنْ سوف يزج السياسة بالرياضة ويسيس الرياضة من أجل بث سموم الكره والحقد. لذلك، يجب أن نلعب من أجل الفوز، ولا ننتظر هدايا من أحد، فالإمارات أعطتنا ما هو أكبر من تنافس رياضي الحب والوفاء والاحترام هو الذي يجمعنا مع هذا الجار الشقيق، لذلك هي مجرد كرة فلنجنبها السياسة وأن نفكر كيف نتغلب على الإمارات في الملعب ونترك سوالف المكتب. مباراة الإمارات منعطف خطير، الفوز يريحنا كثيرا، وكذلك فوز اليابان في المباراة القادمة أمام استراليا يجعل اليابان والسعودية يلعبان دون ضغوط في مباراتهما بجدة، فالتعادل يؤهل الفريقين، المهم عدم الخسارة أمام الإمارات. أتمنى أن يعي أفراد منتخبنا حجم أهمية صعودنا لهذا المونديال، فنحن من بعد 2006 لم تتح لنا مثل هذه الفرصة الذهبية، التي إن حدثت ستصبح دافعا لنا في المونديالات القادمة، وإن حدث غير ذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله. الوطن والمواطن والقيادات السياسية والرياضية ينتظرون مثل هذه الهدية الغالية، لننتعش رياضيا ونعود للمنصات والإنجازات التي فقدنا طعمها ولذتها منذ أمد بعيد، ونحن نملك دوريا قويا ونجوما كبارا وإمكانات مادية تفوق دول أصبحت تصعد للمونديال وهي لا تملك ربع ما نملكه من إمكانات. ساعة الصفر قد دقت، وحان الوقت لنستثمر دقائقها، والشاعر الكبير خالد الفيصل قد قال ذات مرة في إبداعاته: الى صفالك زمانك...عل ياظامي اشرب قبل لا يحوس...الطين صافيها