في الوقت الذي دخلت فيه زوجة مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم الروماني ريجيكامف، وابنته الصغيرة، على الخط الساخن داخل البيت الهلالي، الذي يشهد هذه الأيام تقلبات متسارعة وغاضبة من قبل أنصار النادي، احتجاجاً على تراجع مستوى الفريق بشكل واضح بعد فقدان لقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم 2015م، والابتعاد بشكل كبير عن المنافسة على لقب دوري جميل للمحترفين للعام الرابع على التوالي. تؤكد كل الاحتمالات المرتبطة بنتائج الفريق الهلالي خلال هذا الموسم إبعاد الروماني عن قيادة الفريق خلال الفترة القريبة المقبلة، التي تحتاج فقط إلى أي تعثر مقبل للفريق، خاصة أن أصحاب القرار في الشأن الهلال باتوا مقتنعين بشكل واضح بأن استمرار الروماني في دفة قيادة الجهاز الفني بات نوعاً من العبث بكل المكتسبات، التي تحققت خلال الأعوام الماضية، بالإضافة إلى تدخل زوجته في جملة من القرارات المتعلقة بالتعاقدات وتسريح اللاعبين الأجانب بصفتها وكيلة التعاقدات للاعبين، وتصادم ابنته الصغيرة مع أنصار النادي بعد أن وصفت «منتقدي والدها بالأغبياء» عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». ويعد هذا الموسم واحداً من أصعب المواسم، التي مرت على الهلاليين خلال العقود الماضية، ويصنف عدد من المراقبين ما يمر به النادي بأنه واحد من حالات الفوضى الإدارية والفنية، التي عصفت بحظوظ الفريق في المنافسة على اللقب الأهم وهو دوري جميل للمحترفين، مصنفين ما يحدث بأنه امتداد ونتاج لحالة التخبط الإدارية، التي وضح تأثرها في فقدان لقب البطولة الآسيوية بالموسم الماضي، في الوقت الذي شكل فيه غياب نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد «المستقبل» فراغاً واضحاً على خارطة الفريق؛ نظراً للخبرة الكبيرة التي كان يتمتع بها، وأسهم غيابه في إحداث نوعٍ من الحالة الفوضوية، التي فككت قواعد الفريق، خاصة أن إدارة النادي عمدت على تغيير عدد من الكوادر الإدارية خلال الفترة الماضية بعدد من الأسماء الجديدة. ويعتبر الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد هذه المرحلة هي الأصعب له منذ جلوسه على كرسي الرئاسة، وذلك بعد الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مع مجلس الإدارة هذا الموسم من قبل جماهير النادي، التي طالبت باستقالة مجلس الإدارة بشكل عاجل في الوقت الذي اختار فيه البعض طريقة أخرى لإعلان غضبه من خلال ترديد أحد الأبيات الشعرية الشهيرة «إذا صفالك زمانك عل ياظامي … اشرب قبل لايحوس الطين صافيها». ومطالبين في الوقت نفسه بأن يركز الرئيس الجديد على ابتعاد الرئيس الحالي، واستقطابه الأسماء التي تدير العمل معه على الأسماء، التي ترغب في خدمة النادي بشكل صريح من الكفاءات الهلالية، التي تستطيع إيجاد أجواء إدارية ناجحة وفق منظومة كالتي كانت مع عبدالله بن سعد، وبندر بن محمد، وسعود بن تركي، ومحمد بن فيصل، التي حتى لو غاب الرئيس ونائبه يستطيعون قيادة دفة النادي دون فراغ كما هو حالياً، ويأتي ذلك في إشارة منهم إلى عدم رضاهم عن الأعضاء الحاليين، الذين يرى البعض أن أدوارهم تتوقف فقط على دفع رسوم المناصب نظراً لعدم تمتعهم بالخبرات الكافية، وذلك لعدم إلمامهم بالوسط الرياضي قبل انضمامهم لمجلس الإدارة الهلالي. وعلى الرغم من أن لاعب الفريق الروماني بينتلي لم يقدم الفارق الكبير، الذي يشفع له بالبقاء إلا أن إدارة النادي كشفت عن ضعف فرض قراراتها على الجهاز الفني، الذي وضح متمسكاً بابن جلدته ما دعا إدارة النادي للتعاقد مع مهاجم يحمل جنسيتين أوروبية وآسيوية كونها تعلم ضعفها أمام تمسك المدرب الروماني بقراراته، خاصة حول ابن جلدته بينتلي، ووجدت خيار تسجيله بالجواز الآسيوي فرصة للاستثمار فيما تبقى من عقد الكوري كواك، الذي تألق مع منتخب بلاده وقاده إلى نهائي بطولة كأس آسيا 2015، التي اختتمت منافستها في أستراليا، فيما انخفض مستوى نيفيز وقيمة عقده الكبيرة لن تنجح الإدارة في تسويقه، وبذلك أصبحت الخيارات استثمارية وليست فنية.