أكدت مصادر يمنية أن ميليشيا الحوثي دعت أنصار المخلوع صالح للاحتفال في محافظاتهم وعدم المجيء إلى صنعاء. وتعيش العاصمة اليمنية توتراً شديداً وسط انباء باحتمال اندلاع مواجهات عسكرية بين طرفي الانقلاب، وذلك نتيجة للدعوة التي وجهها زعيم الميليشيا الحوثية لأنصاره من أجل ما أسماه «التصدي» لمن يحاول الابتزاز السياسي وتدمير الجبهة الداخلية. وقالت المصادر: إن رئيس اللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي أشرف على التجهيزات الميدانية للحشود المسلحة التي دعت إليها الجماعة إلى مداخل العاصمة صنعاء الأربعة يوم الخميس المقبل. ويعمل الحوثيون على تجهيز أماكن الحشود المسلحة تزامناً مع إقامة أنصار المخلوع مهرجانا حاشدا في ساحة السبعين في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزبهم. اعتداء حوثي من جهة أخرى، اعتدى مسلحون من ميليشيا الحوثي على وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس النواب بالعاصمة صنعاء أمس، للمطالبة بصرف مرتبات الموظفين المنهوبة منذ عام، والتضامن مع النائب أحمد حاشد هاشم المضرب عن الطعام لليوم السابع على التوالي. وقالت مصادر حضرت الوقفة الاحتجاجية في يومها الثاني: إن مسلحين حوثيين اعتدوا على المشاركين وفرقوهم بالقوة، واختطفوا عددا منهم، فيما اعتدوا على النساء المشاركات وتلفظوا عليهن بألفاظ نابية وحاصروهن داخل مبنى البرلمان المضرب فيه النائب أحمد حاشد. وأوضحت أن مسلحين حوثيين انتشروا أمام البرلمان وفي مداخله ويقومون باعتقال أي متضامن زائر للنائب المضرب عن الطعام، ومحاصرة النساء، والتهديد باعتقالهن بعد أن استدعوا عناصر نسائية موالية لهم. اختطاف الآباء وأكدت المصادر أن ميليشيا الحوثي اختطفت آباء مع أطفالهم وما زالت تحتجزهم حتى الآن في قسم شرطة العلفي بصنعاء، وتعرضوا للضرب بأعقاب البنادق واللكم بالأيدي من قبل مسلحي الحوثي قبل اقتيادهم إلى السجن. وأوضح القيادي المنشق عن الحوثيين والمشارك في الوقفة، القاضي عبدالوهاب قطران، أنهم مازالوا ينتظرون الإفراج عن المعتقلين في الوقفة. وأفادت المصدر بأن ميليشيا الحوثي اعتدت كذلك على الصحفي حمدي ردمان أثناء تغطيته للوقفة.وأشارت إلى أن الاعتداء على الوقفة الاحتجاجية في يومها الثاني أمام البرلمان، تمت بتوجيهات من ما يسمى مشرف الحوثيين بمنطقة التحرير التي يقع فيها مجلس النواب، المدعو خليل النعمي. تضعضع الانقلاب من جهته قال النائب المضرب عن الطعام الموالي للانقلابيين، أحمد حاشد: «عندما قررت الإضراب عن الطعام لم أكن أمزح.. كنت أعرف التبعات واعرف أن الاستجابة مستحيلة، ولكن أردت أن أنال شرف المحاولة التي سأخوضها حتى الرمق الأخير». وأضاف: «لم يبق لنا ما يستحق البقاء»، في إشارة إلى تحالف الحوثي والمخلوع صالح الانقلابي وبدأ النائب حاشد اعتصامه وإضرابه عن الطعام حتى الموت أو صرف المرتبات المنهوبة، تحت قبة البرلمان، وكان قد تعرض للاختطاف في يونيو الماضي من قبل الحوثيين لدعوته إلى تظاهرة ثورة «الخبز والكرامة» ضد الانقلابيين، والتي تم قمعها واعتقال عشرات الناشطين والداعين لها. لا عودة لصالح قال رئيس مجلس الوزراء اليمني د. أحمد دغر: «ان الحكومة الشرعية ستواصل العمل من أجل عودة الاستقرار لصنعاء وبقية المحافظات وطرد الميليشيا الحوثية وإعادة النظام كما كان عليه، ولا بد أن يعرف علي عبدالله صالح أنه لم يعد بإمكانه أن يعود لحكم اليمن مرة أخرى». وفي حوار أجرته معه وكالة الانباء البحرينية «بنا» أوضح ابن دغر أن «ما يجري في اليمن اليوم، هو رسالة واضحة المعالم لإيران، حيث حاولت اللعب على التناقضات المذهبية في اليمن، فهب العرب جميعاً للدفاع عنها وعن مصالحهم، وسيقومون بذلك في أي مكان آخر، كذلك سيكون اليمنيون أول من يدافع عن العرب في أي مكان.