الحوادث المرورية تحدث كل يوم على الطرق في جميع أنحاء العالم، وما من أحد منا إلا وتعرض لحادث مروري أو يعرف شخصا لقى حتفه أو أصيب نتيجة لحادث مروري، وإذا كانت قراءتك -عزيزي القارئ- لهذه المقالة تستغرق منك (5) دقائق، فأعلم أنه في خلال هذه الفترة الزمنية البسيطة قد توفي (10) أشخاص حول العالم نتيجة للحوادث المرورية، وهذا يعادل -في اليوم الواحد- سقوط (7) طائرات بوينج 777 ووفاة جميع ركابها. نحن نعلم أن حوادث المرور المرتبطة باستخدام الهاتف النقال جديدة على العالم، ولم تحدث إلا في هذا القرن، فهي بدأت في البلاد المنادية ب(العولمة) ثم انتشرت كانتشار العولمة ذاتها، ومن السلوكيات المرورية (العولمية) الخاطئة استعمال الهاتف النقال أثناء قيادة السيارة أو (كتابة أو قراءة الرسائل القصيرة)؛ لأن ذلك ينتج عنه ما يسمى (ضعف التركيز السمعي)، كما ينتج عنه ما يسمى (ضعف التركيز الذهني)، واستخدام السائق لإحدى يديه لإرسال الرسائل النصية يؤدي الى ما يسمى (ضعف التركيز البدني) وتكون سرعة ردة فعله لما يحدث أمامه منخفضة بنسبة 35 في المائة، لذا قد تلحظ بعض السائقين على الطريق ينحرفون عن المسار الصحيح قليلا ويدخلون في المسارات الأخرى؛ نتيجة لاستخدام الهاتف النقال، وقد أظهرت إحصائيات صادرة عن شراكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل سلامة المرور على الطرق، أن استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة يتسبب في 10 في المائة من حوادث المرور المميتة، كما أن هذا السلوك الخاطئ يعتبر السبب في 25 في المائة من مجمل حوادث المرور على الطرق، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن استخدام الهاتف النقال أثناء قيادة السيارة يقلل من تركيز الدماغ بحوالي 37%، وتشير إحدى الدراسات المرورية إلى أن السائقين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة أثناء قيادة السيارة أكثر عرضة من غيرهم الى مخاطر الحوادث المرورية بأربع مرات تقريبا؛ لأن في ذلك السلوك نوعا من (السهو) الذي يشتت الانتباه ويمنع التركيز أثناء القيادة، وهذا (السهو) لثانية واحدة أو نحوها قد يعرقل ردة الفعل التي يستغرقها السائق في استخدام (الفرامل) وتحصل الكارثة. المملكة تنفق أكثر من (21) مليار ريال على استيراد السيارات وقطع غيارها سنويا، وفي ذات الوقت تتكبد خسائر مادية بحوالي (13) مليار ريال سنويا بسبب هذه الحوادث المرورية، وفيها يتوفى شخص (واحد) ويصاب (4) أشخاص في كل ساعة نتيجة لهذه الحوادث، وبما أن الحوادث المرورية المرتبطة باستخدام الهاتف النقال حديثة على مجتمعنا، فأرى أن نكثف التعاون مع (WHO) منظمة الصحة العالمية World Health Organization لكي نستفيد من أنشطتها المسماة (الوقاية الأولية المتعلقة بالسلامة على الطرق) ونستفيد من أنشطتها التي تعنى بتحسين سلوكيات مستخدمي الطرق، فهي منظمة تهتم بنشر الممارسات الوقائية المبتكرة بناء على المعلومات التي تستمدها من 180 بلدا.