البديهية المرورية تقول: "لا يمكن أن يقع حادث مروري دون أن تسبقه مخالفة مرورية"، إلا في الحالات النادرة كعدم صلاحية الطريق، والعبرة هنا بالغالب الشائع لا بالقليل النادر، والمراقب لتاريخ الحوادث المرورية لا بد أن يلحظ اقتران كل حادث مروري بإحدى المخالفات التالية: التفحيط، قيادة المركبة بتهور، تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، تجاوز الحد الأقصى للسرعة، التجاوز من الأماكن الممنوع التجاوز فيها، عدم صلاحية إطارات المركبة أو (الفرامل)، عدم ترك مسافة كافية بين المركبات، عدم الالتزام بتعليمات اللوحات التحذيرية والارشادية، عدم التقيد بأنظمة وقواعد المرور. ظهرت مع العولمة سلوكيات مرورية خاطئة وانتشرت عالميا كانتشار العولمة ذاتها، ومن تلك السلوكيات (العولمية) عدم التركيز اثناء القيادة واللهو أو السهو باستخدام الهاتف النقال، فبحسب منظمة الصحة العالمية سُجل مؤخرا في جميع انحاء العالم زيادة ملحوظة في استخدام السائقين للهواتف المحمولة سواء بكتابة أو قراءة الرسائل القصيرة، وبإمكان هذا السهو (لثانية) واحدة أو نحوها أن يعرقل رد الفعل الذي يستغرقه السائق في استخدام (الفرامل)، وبحسب هذه المنظمة فإنه يقضي أكثر من مليون انسان نحبهم كل عام نتيجة للحوادث المرورية ويصاب 20 مليونا إلى 50 مليونا، أي يتوفى شخصان حول العالم في كل دقيقة تقريبا، ومعظمهم من الشباب من الفئة العمرية 15-29 سنة، أما في بلادنا وبحسب الاحصائيات الرسمية فإنه يتوفى (شخص) واحد ويصاب (4) اشخاص في كل ساعة، وبحسب بعض البحوث العالمية تبين أن الحوادث المرورية تتسبب في خسائر اقتصادية هائلة بالضحايا وأسرهم وبدولهم، فهي تكلف بعض الدول 3% من ناتجها القومي الإجمالي، وترتفع هذه النسبة إلى 5% في بعضها الآخر، وبلادنا تتكبد خسائر مادية بحوالي (13) مليار ريال سنويا بسبب هذه الحوادث المرورية. من الممكن تفادي أضرار الحوادث المرورية واصلاح سلوكيات بعض مستخدمي الطرق، ومن أهم الاحتياطات الرئيسة لتوقي الإصابات أو الحد من خطورتها (ربط حزام الامان)، فقد اثبتت الدراسات أن ربط حزام الأمان يسهم في خفض مخاطر موت الركاب في المقاعد الأمامية بنسبة 40% إلى 50%، كما يسهم خفض مخاطر الموت للركاب في المقاعد الخلفية بنسبة تتراوح بين 25% و75%، كما أن أحزمة ومقاعد الأطفال تسهم في تخفيض وفيات الرضع بنحو 70% وتسهم في تخفيض وفيات صغار الأطفال بنسبة تتراوح بين 54% و80%. يمكننا تحقيق نجاحات كبيرة في الوقاية من الحوادث المرورية من خلال تفادي الوقوع في تلك المخالفات المذكورة اعلاه ومن خلال التقيد بأنظمة وقواعد المرور.. فهل نحن فاعلون؟!