طالما تغنى المدرج الاتفاقي المثير بالثنائي المميز جمال محمد وسعدون حمود، اللذين أطربا كثيرا عشاق ومحبي «فارس الدهناء» بفنهما وبقتاليتهما، وبقدرتهما العالية على التهديف حتى من أنصاف الفرص. غياب الثنائي الرائع، «الأستاذ والتلميذ»، كما يؤكد ذلك سعدون حمود، فغاب مَنْ يرسم البسمة على وجه ذلك المدرج العاشق لحد الجنون، وغابت المتعة في تسجيل الأهداف، بل التضحية من أجل ذلك. وبعد اعتزال جمال محمد وسعدون حمود، تغيرت الكثير من الأسماء في قيادة الهجوم الاتفاقي، لكن أي منهم لم يعيد الذكريات الجميلة، ولم يقدم الاضافة الهجومية اللازمة على المدى الطويل، كما كان يفعل هذا الثنائي، الذي تميز بالسلاسة والبساطة في أدائه ولعبه. سنوات والاتفاق يعاني، والعشاق يترقبون مَنْ يعيدهم إلى الماضي الجميل، يشتعل أحدهم، وسرعان ما يأفل نجمه، ليعد الاتفاقيون لدوامة الآهات والحسرات. وفي ظل سنوات الترقب الطويلة، كان نجم هزاع الهزاع يبرز بين أقرانه على مستوى صفوف الفئات السنية، فأظهر كثيرا من صفات المهاجم الهداف، وتنبأ له الكثيرون بأن يكون مستقبل الاتفاق الحقيقي في عالم التهديف، خاصة أنه هداف الفريق في فئتي الناشئين والشباب، بل وهداف مسابقة كأس الأمير فيصل الأول قبل ما يقارب ال (4) أعوام. التحديات، كانت السمة البارزة لقصة «بروز هزاع الهزاع» في كل فصولها، لكن ثقته وتصميمه الدائم على الابداع، قاده لتحدي كل الصعاب، حتى إنه قرر كتابة بعض الفصول خارج أروقة الفارس، من أجل أن يحافظ على حضوره، ويعود إلى مَنْ يعشق جامعا المزيد من الخبرة والقوة. وبالفعل ذهب إلى الخليج والصفا في أحد الفصول، مقدما الكثير لهما على مستوى النجاعة الهجومية، ليعود لإكمال قصته في البيت الاتفاقي، مصرا على كتابة الفصول الأجمل له بين أروقته، وهو ما بدأ في تحقيقه خلال الموسم قبل الماضي، حينما ساهم بشكل كبير في عودة الفارس إلى مكانه الطبيعي في دوري الأضواء، قبل أن يتألق في الموسم الماضي بدوري جميل، رغم عدم الاعتماد عليه كثيرا كمهاجم صريح، حيث فضل العديد من المدربين الاعتماد عليه كلاعب طرف، نظرا للسرعة الكبيرة التي يمتلكها، وقدرته العالية على القدوم من الخلف وتسجيل الأهداف. لم يعجب ذلك الهزاع، الذي يعرف ما يملكه من امكانات كبيرة، تسمح له بأن يكون المهاجم الأول في البيت الاتفاقي، خاصة أنه يحمل الكثير من جينات جمال محمد وسعدون حمود التهديفية، بل ويشترك معهما بشكل كبير في بساطة اسلوبه وسلاسة لعبه. ويبدو أن هزاع الهزاع قد وجد أخيرا ضالته، حيث تألق بشكل كبير في المعسكر الخارجي للفريق تحت قيادة المدرب الجديد الصربي ميودراغ يسيتش، ليتوج ذلك التألق بظهور لافت للأنظار خلال مشاركة الفريق الاتفاقي في دورة تبوك الدولية الثانية، قائدا الفارس لتحقيق اللقب، ومتحصلا هو على لقب الهداف فيها. قطار هذا التألق لم يتوقف في تبوك، بل عاد للدمام وقاد الفريق الاتفاقي لتخطي عقبة النادي الأهلي، وبالتالي تحقيق الانتصار الأول في الموسم الجديد من دوري جميل، ليستمر في عطاءاته في الرياض، لكن هذه المرة كمنقذ للفارس من الخسارة في الثواني الأخيرة أمام النصر. ومن خلال هذا التجلي الكبير، وجه هزاع الهزاع رسالة واضحة وصريحة للهولندي مارفيك، الذي كان يعاني صداعا مزمنا بسبب بعد ثنائي المنتخب ناصر الشمراني ونايف هزازي عن المشاركة مع أي فريق خلال الجولتين الماضيتين من دوري جميل، مؤكدا له أنه قادر على تعويض غيابهما، وتسجيل حضوره القوي خلال لقاءي المنتخب السعودي المهمين في تصفيات كأس العالم (2018) بروسيا، أمام كل من منتخبي الامارات واليابان.