حذرت مصادر إعلامية في الداخل اليمني من خطورة مخططات ميليشيا الانقلاب الحوثية، التي تقوم بتنفيذها حاليا لتغيير عقائد الأطفال والجنود من القطاعات كافة. وأوضحت المصادر أن تلك الميليشيا شرعت في تنظيم دورات ثقافية دينية داخل الوحدات العسكرية والأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم والمراكز الصيفية، التي أنشأتها لهذا الغرض بهدف تعليم عقائدهم الطائفية للأطفال والجنود، وأكدت أن ميليشيا الانقلاب تقوم بتوزيع وتدريس ملازم الهالك حسين بدر الدين الحوثي وشعاراته وعقيدته الطائفية الفاسدة القادمة من خارج اليمن. ووصف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تلك الدورات بالخطيرة، التي تهدف إلى إعادة حكم الإمامة البائد من خلال زرع مفاهيم عقيدتهم وبذر الطائفية في اليمن وأدلجة المجتمع وهدم النسيج الاجتماعي والقبلي لصالح أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة اليمن ومحيطيه العربي والإسلامي. مشروع فاسد وحذر مراقبون للشأن اليمني منسوبي ورجال القوات المسلحة اليمنية من تلك الدورات الخطيرة وسعي الحوثي إلى أدلجة رجال القوات المسلحة، مؤكدين أن شعار ميليشيا الحوثي القائمة على مكافحة الفساد ورفع الوصاية ما هي إلا شماعة لمشروعهم الفاسد وظهر ذلك جليًا في تصرفاتهم وسرقاتهم لمقدرات البلد ومؤسساته وذهابها إلى جيوب قادة وزعماء الحوثي والمنتسبين له. وأكد المراقبون أن الحوثيين لا يهتمون داخل الوحدات العسكرية والأمنية إلا بالسيطرة على التوجيه المعنوي وتنظيم دورات ثقافية تروج لولاية الحوثي وتحويل الجيش اليمني إلى قوات حرس ثوري شبيه بما في إيران، ودعوا، الشرفاء من أبناء القوات المسلحة اليمنية إلى الوقوف بوجهه، واصفين الأمر بالخطير وأن الأمن والتعليم لا يمكن التساهل فيهما وميليشيا الانقلاب تسعى بكل الطرق إلى تغيير منهج الجيش والأمن وعقيدتهما. من جهة أخرى، أفادت مصادر مطلعة في الداخل اليمني بأن ميليشيا الانقلاب الحوثية أقامت مؤخرا مراكز صيفية في صنعاء وإب وذمار وفي عدد من المديريات تستهدف الطلاب في المراحل الأولى لنشر الأفكار الطائفية الخمينية مستغلين سلطة السلاح والمال إضافة إلى إغراء الأطفال، الذين يحفظون تلك الكتب الصغيرة بإعطائهم الألعاب والهدايا. وأوضحت المصادر ذاتها أن الميليشيا الحوثية تقوم بإلزام الطلاب بالصرخة الخمينية وتدريبات على فنون القتال والتعبئة العامة، تمهيداً للزج بهؤلاء الأطفال، الذين تمكنوا من استقطابهم ترغيباً أو ترهيباً إلى جبهات القتال، وقالت «إن ميليشيا الانقلاب الحوثية قامت بممارسة الضغوط والإكراه على المواطنين اليمنيين وأولياء أمور الطلاب لإرسال أطفالهم إلى تلك المراكز». مجتمع طائفي وأكد مختصون في الداخل اليمني أن ميليشيا الحوثي تهدف إلى القضاء على ثقافة المجتمع وتسامحه عبر النشء القادم وتحويله إلى مجتمع طائفي ومذهبي وتكريس الطائفية ونشر الكراهية والتدريب على السلاح لتوجيههم بالإكراه إلى جبهات القتال. وأوضح قيادي في حزب المؤتمر الشعبي التابع للمخلوع صالح أن الحوثيين بعد أن عجزوا عن تمرير المنهج الدراسي المعدل بعد طباعة 25% منه، بسبب التعديلات الطائفية التي أجروها عليه، فإنهم يسعون حالياً لاعتماد ذلك المنهج في المراكز الصيفية، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي تجبر المشاركين على ترديد قسم الولاء لزعيم التمرد. وكان ناشطون يمنيون قد أشاروا إلى قيام الميليشيا بمحاولة تعديل منهج التربية الإسلامية للمراحل الأولية الخاص بشرح كيفية أداء الصلاة بأفكار حوثية وتعليمات الهالك حسين الحوثي كأسلوب وحيد لأداء فريضة الصلاة، كما أوضحت مصادر في اليمن قيام الميليشيا بطباعة مناهجهم وملزماتهم بشكل فاخر وتقديمها مجانا داخل المساجد والمراكز المختلفة في المحافظات التي يسيطرون عليها. وفرضت ميليشيا الانقلاب الحوثية أفكارها الطائفية عبر تعديل المناهج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية، أو عبر فرض خطباء طائفيين في مختلف المساجد، أو عبر كتابة الشعارات الطائفية على الجدران والحوائط العامة، دون مراعاة لمشاعر مَنْ يخالفونهم. على صعيد آخر، رصدت تعهدات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 10 ملايين دولار لطباعة الكتاب المدرسي في اليمن، إضافة إلى إنشاء 120 فصلا إلكترونيا ذكيا، وذلك في الاجتماع الدوري ال 15 لمكتب تنسيق المساعدات الإغاثية والإنسانية المقدمة من دول مجلس التعاون لليمن، الذي عقد بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض مؤخراً. ويأتي هذا الدعم في الوقت الذي تحاول الميليشيا الانقلابية العبث بالمناهج الدراسية وتغييرها بما يتوافق مع أفكارها المتطرفة، التي تضر بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.