شهر الحج وما فيه من أنواع العبادات والأعمال الصالحة وما يقع فيه من الخير والنعم والبركة، من أكثر الشهور التي ينتظرها المسلمون في بقاع العالم وتتوجه قلوبهم وعقولهم وجهة القبلة حيث بيت الله الحرام، وتتطلع النفوس والأرواح لزيارته والطواف حوله والدعاء إلى العلى القدير أن يتقبل منا السعي والحج لتغتسل قلوبنا وتصفو النفوس بذكر الله والدعاء بالمغفرة والرحمة، سعيا من كافة المسلمين بالعودة بقلوب نقية طاهرة راضية مطمئنة. وفي الواقع إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يدعو كافة الأجهزة بالدولة لبذل الجهود في خدمة ضيوف الرحمن وحث كافة القطاعات للتنافس والتسابق لخدمة الحجيج فلا تدخر جهدا ولا وقتا في بذل كل ما لديها من طاقات وإمكانيات لخدمة بيت الله الحرام، وتوفير كافة الخدمات وتسهيل كافة السبل، فالحج هو مؤتمر المسلمين، ولذا فإن الكل بتباين أجناسهم وأعرافهم وألوانهم وألسنتهم يقصدون بيت الله الحرام؛ سعيا لمرضاة الله عز وجل، ولذلك تعمل المملكة على تقديم أفضل الخدمات للحجاج بما يكفل تأديتهم عباداتهم في يسر وسكينة، وتعد العناية بشؤون الحج والعمرة في مقدمة أولويات اهتمام كافة الأجهزة في المملكة. وفي المملكة يعد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة أحد المؤسسات العلمية البحثية التي تهتم بكافة الدراسات والبحوث التي تستهدف طرح الرؤى حول الخطط المناسبة لإنشاء التوسعات والطرق والمباني والأدلة الإرشادية التي تعمل على تطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة، وكذا تعمل كافة الأجهزة لتوفير منظومة الأمن والحماية، كذلك فان القطاع السياحي يبذل كل الجهد لمتابعة السعة الاستيعابية بكافة الفنادق بجميع مستوياتها وخدماتها بما يحقق الخدمة الفندقية المتميزة، ويتسق مع ذلك قطاع الصحة الذي يستهدف تقديم خدمات طبية على اعلى مستوى في كافة المستشفيات ويتم تكثيف الدعم بما يتناسب مع اعداد الحجيج، أيضا توفير سيارات الإسعاف المجهزة في كافة النقاط المركزية وتفعيل منظومة الاتصال بتلك المراكز لسرعة تقديم الخدمة في حالات الطوارئ، كذلك القطاع المروري والجهود المبذولة لتيسير حركة المرور واللوحات الإرشادية المرورية بكافة اللغات التي تسهم في تيسير عمليات التحرك وتحقيق السيولة المرورية، وستظل بمشيئة الله المملكة العربية السعودية خادمة لبيت الله الحرام رغم حقد الحاقدين، والمملكة هي دولة السلام والمحبة، وكل ما تبذله من جهود هو لحماية الأمن ومحاربة الادعاءات الهدامة والكاذبة. إن أبواب المملكة مفتوحة لكل المسلمين في العالم كله، محبي السلام، وستقف المملكة وأبناؤها بشدة وعزم لكل ما هو متطرف وإرهابى، وكل من يحاول ان يبث الخوف أو الألم في نفوس المسلمين. نحن وطن وأمة تحب الحق والسلام ونؤمن بالله الواحد القهار، ولن نتردد في بذل الجهد ومنح العطاء لكل ضيوف الرحمن وحمايتهم بكل ما منحه الله لنا بقوة واقتدار، اللهم احفظ وطننا وشعبنا.