تناولنا الأسبوع الماضى موضوع التسعير للخدمات المقدمة أو المنتجات وركزنا على الجانب العلمي من حساب التكاليف الحقيقية قبل وضع السعر فلا يوضع سعر من غير حساب التكاليف المباشرة وغير المباشرة؛ وكذلك دراسة سلوك وطبيعة نفسية العميل التي تساهم في صياغة السعر ثم التحقق من نسبة الربح بحيث تناسب نوع المشروع وموقعه وأثره على المشروع. وهذه جوانب نستطيع القول انها عملية وبالمقدور ترجمتها لأرقام ومعادلات ثم تحسب بشكل واضح. اما الجانب الفني فهو نظرة المجتمع للمهنة او المنتج والخدمة له أثر يجب على التاجر الا يغفل عنه؛ فهناك خدمات يعرف الجميع أن لها سقفا معينا من السعر لا يفضل تجاوزه كذلك لا يجوز النزول عنه بشكل يضر السوق. كذلك وضع السوق والذي يجب أن يكون حاضرا في ذهن من يقوم بعملية التسعير؛ فالتجارة مواسم والتاجر الفطن يعرف موسم النزول فيراجع سعره ويعرف موسم الحصاد فيضع السعر المناسب ليتسنى له الربح وبشكل مرن وذكى في آن واحد من غير أن يخسر عملاءه ولا يخسر في عمله. جانب آخر هو حجم الخبرة المميزة والمتراكمة ولا أقول إن السنين فقط هي الفارق بل السنين وحجم التطور على مدى السنوات المتراتبة؛ فكلما زادت الخبرة وازداد معها تطور الاداء وتلبية احتياجات المستهلك بشكل دقيق كلما زاد السعر بشكل تلقائي. أخير وهو الأهم في وجهة نظري؛ الفريق الذي يقدم الخدمة يشكل فارق 90٪ ؛ فحين يقدم الخدمة او يصنع المنتج فريق حرفي خلوق ومبدع؛ فنحن هنا نتكلم عن قيمة سوقية كبيرة يقوم بتقييمها المستشارون وتقدر غالباً بالملايين؛ وهذا ما قد يغفل عنه التجار والمستهلكون؛ فالسعر في الأخير ليس فقط خدمة او منتجا بل هو مجهود أشخاص ساهموا في وصوله للسوق بكل أناقة ومن غير أن يشعر البعض بحجم الجهد الذي بذل في سبيل وصوله. وهذه أبرز الجوانب التي تساهم في وضع السعر؛ وبلا شك العملية دقيقة وعلى كل من يقدم السعر أن يراعي أغلب هذه الاعتبارات ليساهم في استدامة وديمومة تجارته في سوق دائم الحراك كثير التحديات. وختام القول: قيمتك في الحياة من قيمة أفكارك؛ وقيمة أفكارك في تطبيقها.