ما زالت ميليشيا الانقلاب على الشرعية اليمنية تواصل انتهاكاتها وجرائمها بحق الإنسانية، وفي توالي ما تشهده اليمن المختطف، احتجز الحوثيون منذ يومين 3 حاويات في ميناء الحديدة محملة بالأدوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا المتفشي في 21 محافظة يمنية وتسبب في وفاة قرابة 1850 شخصا. يأتي ذلك مع مزيد من الجرائم وثق لها تقرير حقوقي بتضرر 98 حالة خلفتها الألغام الأرضية المضادة للدروع والأفراد التي زرعتها ميليشيا الحوثي والمخلوع، بمحافظة الضالع من مارس 2015 وحتى يونيو 2017. وفي سياق حجز الحوثيين لحاويات دواء الكوليرا، طالبت الميليشيا الحوثية بدفع مبلغ مالي مقابل السماح بخروج الأدوية لتوزيعها على المراكز الصحية، في سعي جديد يهدف إلى إلزام المنظمات الدولية التي تدخل مساعداتها الإنسانية عبر ميناء الحديدة إلى دفع رسوم جمركية على المساعدات الإغاثية، وفقا لمصادر محلية. وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء الماضي: إن حالات الوفيات جراء وباء الكوليرا في اليمن تجاوزت 1800 حالة، فيما بلغت الحالات التي يشتبه في إصابتها بالكوليرا 356 ألفا و591 حالة. وكانت المنظمة قد ذكرت في وقت سابق أنها سجلت تراجعًا نسبيًا في أعداد حالات الوفيات بالكوليرا مع دخول الوباء أسبوعه ال12 منذ تفشيه في 27 أبريل الماضي. والمحافظات الأكثر تضررا بالوباء هي تلك التي تسيطر عليها الميليشيا. انفجار ألغام أرضية أفاد تقرير أصدره المركز الحقوقي اليمني، أمس الأول، أن فريقه الميداني وثق 26 حالة قتل، منها 15 حالة جراء حوادث انفجار الألغام المضادة للأفراد التي زرعتها الميليشيا، بينها ثلاث حالات قتل تعرض لها أطفال نتيجة انفجار ألغام أرضية. وأشار مركز وعي للإعلام وحقوق الإنسان إلى أن أضرار الألغام تنوعت بين القتل والإصابة وتفجير منازل وتفخيخ مركبات ومزارع. وقال التقرير: «إن عدد القتلى الذين سقطوا بانفجار مقذوفات أو عبوات ناسفة استهدفتهم في أماكنهم أو مركباتهم بلغ نحو 21 قتيلا، بينهم طفلان». كما وثق التقرير نحو 28 حالة إصابة، منها 13 حالة بانفجار ألغام أرضية زرعها الحوثيون، بينها أربع حالات من الأطفال، وحالة واحدة تعرضت لها امرأة، بينما وصل عدد الجرحى المدنيين إلى 22 جريحا مقابل ستة جرحى عسكريين خلال فترة التقرير الممتدة بين مارس 2015 وحتى يونيو 2017، كما بلغ عدد الجرحى الذين يعانون من إعاقات دائمة بسبب الألغام الأرضية 13 جريحا، بينهم خمسة بترت أطرافهم. وذكر أن عدد الجرحى الذين سقطوا بانفجارات استهدفتهم في أماكنهم أو مركباتهم بلغ 25 جريحا، بينهم سبعة أطفال أصيبوا نتيجة انفجار مقذوفات مخلفات حرب ميليشيا الحوثي وصالح على الضالع. وأوضح التقرير أن الأضرار والخسائر المادية بلغت نحو 34 منزلا فجرتها ميليشيا الحوثي والمخلوع عبر استخدامها ألغاما أرضية شديدة الانفجار تم تصنيعها محليا من مادة TNT المعروفة ب«الديناميت» أو ما يسمى بالبارود، مشيرا إلى أن من بين تلك المنازل تدمير 22 منزلا تدميرا كليا، وتدمير 12 آخرين تدميرا جزئيا. ولفت التقرير إلى تدمير أربع مركبات نتيجة انفجار ألغام مضادة للدروع زرعتها الميليشيات في مناطق مختلفة بالضالع، كما سجل التقرير قيام الميليشيات بتلغيم ستة مواقع وأماكن كان يرتادها المواطنون. وكانت تقارير حقوقية كشفت عن قيام الميليشيات الانقلابية بزرع أكثر من نصف مليون لغم، في المحافظات اليمنية المحررة، بينها ألغام محرمة دوليا. عمليات ناجحة للتحالف وعلى الصعيد الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي فجر أمس غارات جوية على مواقع تسيطر عليها الميليشيا الانقلابية في الساحل الغربي. وأفادت مصادر محلية استهداف أربع غارات للطيران مطار الحديدة، فيما شهدت منطقة كيلو 16 عدة غارات مباشرة على تجمعات للحوثيين، كما استهدفت غارتان مواقع أخرى لهم في جزيرة كمران. وفيما تشهد الحديدة توترات أمنية في ظل وقوعها تحت سيطرة الانقلابيين على الشرعية، قدم المبعوث الأممي إلى اليمن مبادرة جديدة تقضي بتسليم ميليشيا الحوثي مدينة وميناء الحديدة بإشراف ورقابة دولية، مع موافقة فورية للحكومة الشرعية، في حين رفضه الانقلابيون. وفي سياق المعارك، واصلت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة غاراتها المحددة على مناطق وتجمعات لميليشيا الحوثي في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة المختطفة صنعاء. من جانبها أفادت مصادر محلية أن الغارات لطيران التحالف استهدفت تجمعات الحوثيين في سلسلة حام الأعلى بمديرية المتون غرب المحافظة. وتشهد محافظة الجوف معارك كر وفر في عديد من جبهات الجوف دون أن تحقق الميليشيا أي تقدم ميداني يذكر، في وقت تنفذ فيه قوات الجيش اليمني هجمات وعمليات نوعية بين الحين والآخر، تكبد على إثرها الانقلابيون خسائر واسعة في العتاد والأرواح.