رفض سياسيون ودبلوماسيون مصريون محاولات طهران التقارب السياسي مع القاهرة، مؤكدين أن إيران دولة انتهازية تبني علاقاتها مع الدول العربية على المصالح المؤقتة بغرض إيجاد أي منفذ لها في المنطقة العربية لتحقيق أطماعها. وأكد المتحدثون ل «اليوم» أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى عن أهمية دور مصر والتي يمكن أن يطلق عليها «غزل سياسي» هي محاولة فاشلة لشق صف التكتل العربي الإسلامي الأمريكي لعزل إيران، وفقا لما جاء بمخرجات مؤتمر الرياض. مصر لن تقبل ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، أن مصر لن تقبل أية محاولة للتقارب مع إيران خصوصا في هذه الفترة التي كشفت عن تورطها مع قطر في تمويل ودعم الإرهاب، لافتا إلى أن طهران لم تفوت فرصة أزمة قطر الحالية وتدخلت مباشرة وأعلنت دعمها المباشر للدوحة في موقف يعكس إصرارها على صب الزيت على النار لإشعال الأزمة، مؤكدا أن مصر ترفض أية محاولات تقارب إيرانية لإدراكها مطامع الدولة الفارسية ورغبتها في غرس أذرع جديدة لها في عدد من الدول العربية بعدما نجحت في لبنان واليمن. وشدد السفير رخا، على أن علاقات إيران مع العرب لا تقوم على الاحترام، مشيرا إلى استماتتها دوما لأن تكون ضلعا رئيسيا في جميع المشاكل بدول المنطقة. تواضع الدبلوماسية الإيرانية بدوره، يؤكد السفير محمد المنيسي أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، تشير إلى أن بلاده تحاول تلطيف الأجواء مع القاهرة، لكنها في الوقت ذاته تعكس تواضع الدبلوماسية الإيرانية في تقدير حجم الأزمات، إذ إن المسؤولين المصريين لن ينخدعوا بهذه التصريحات لاسيما بعد مواقف طهران المؤيدة لقطر في تمويل ودعم الإرهاب. واشار المنيسي إلى أن طهران تستخدم الدوحة جسرا تعبر فوقه لاقتحام الوطن العربي، فيما تراه الأخيرة ظهيرا قويا مساندا لها في أزمتها، لكنهما الخاسران الكبيران في الأزمة الحالية إذ سيلفظ العرب إيران للأبد، لافتا إلى أن العلاقات معها ستجلب للجميع الكوارث، بخلاف ضلوعها في تمويل الإرهاب، فهي الدولة الأولى في رعاية الإرهاب، مثلما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. من جانبه شدد السفير جمال بيومي على أن إيران لا تحظى بأي قبول لدى الأوساط الرسمية والشعبية في مصر، لذا فإن محاولاتها التقارب مع القاهرة ستفشل، خصوصا أن التحركات الإيرانية الحالية في المحيط العربي مشبوهة بغرض الاستفادة من الأزمة الراهنة. تصطاد في الماء العكر في المقابل، أشار السفير نبيل بدر إلى «أن إيران دولة انتهازية تصطاد في الماء العكر وتمارس ما يمكن وصفه بالسمسرة السياسية»، لافتا إلى «اقتحامها أزمة قطر»، مبينا «أن ذلك ليس حبا في الأخيرة، ولكن بغرض تحقيق مطامع ومكاسب ووضع قدم جديدة لها في المنطقة العربية على غرار حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن». واعرب الدبلوماسي بدر عن أسفه «لتعاون دولة عربية مثل قطر مع إيران المتآمرة على مدار تاريخها على العرب والحاضنة للإرهاب»، محذرا «من استغلالها الأزمة لزرع فتن طائفية في منطقة الخليج، وهو توجه معروف وأسلوب دأبت عليه طهران منذ أعوام». وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمى، قال لوكالة أنباء إيرانية: «إن مصر من أهم بلدان المنطقة والعالم الإسلامي التى يمكنها أن تؤدى دورا بارزا فى العالمين الإسلامى والعربى، لكنها لم تمارس دورها المطلوب فى المنطقة حتى اليوم»، وأضاف وفقا لما نشرته «تسنيم»، بوسع مصر أن تستعيد مكانتها السابقة فى المنطقة، وأن تسهم فى نشر السلام وتعزيز العالم الإسلامى. فيما جاء الموقف الرسمي المصري على لسان وزير الخارجية سامح شكرى، الذي قال: إن العلاقات المصرية الإيرانية انقطعت منذ أعوام، وليس هناك مشاورات على المستوى السياسي.