لقد عُرفت الأحساء على مر الزمن بتعدد الحِرَف وتنوع الصناعات التقليدية لتعاقب الحضارات عليها وكثرة النخيل فيها، التي كانت ولا تزال مصدر الخير سواءً في الغذاء أو توفير المادة الخام للكثير من الصناعات التي تستمد منها أدواتها ومكوناتها المختلفة. وقد شكلت الحِرَف أماناً وغنىً للوطن والمواطن ووفرت له متطلباته من الأدوات المتعددة التي يحتاجها في حياته. وقد حققت الأحساء هذه الشهرة بفضل سواعد الأجداد الذين لم يعرفوا المستحيل رغم عدم توفر الإمكانيات لديهم، كما هي لدينا اليوم، فقد سافر جدي ياسين الغدير إلى العراق بحثا عن لقمة العيش، أما أبناء جيلي من الشباب فقد حظوا بأرض خصبة ومعروفة بعراقتها وشهرتها في الصناعة وتحت قيادة ولاة أمور معروفين بتشجيعهم ومساندتهم للشباب. وقد سعى العديد من أبناء الصناع إلى توسيع النشاط والتسويق له عبر مواقع التواصل الإلكتروني، وفيهم من ذهب إلى ما هو أبعد، خصوصاً أبناء الصناعات التحويلية في التمور، حيث درس مذاق الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية من التمور وماذا يضيف إليه لكي يحظى بمزيد من الإقبال. وأرى اليوم أن جيل أبناء الصناع في الأحساء سيذهب أبعد مما كان عليه آباؤهم وأجدادهم.