إحياء لذكرى مرور مائة يوم على مقتل العشرات جراء هجوم بالغازات السامة، أقفلت المحال التجارية في مدينة خان شيخون السورية أبوابها حداداً الأربعاء، في وقت زار اهالي الضحايا المقابر وشاركوا في وقفة احتجاجية، مطالبين بمعاقبة الجناة. وبدعوة من المجلس المحلي في المدينة، توافد العشرات من أهالي الضحايا الى الحي، الذي استهدفه القصف. ووقفوا بشكل دائري حول حفرة في مكان الهجوم، رافعين لافتات منددة ب«المجزرة» وصوراً للأطفال القتلى، قبل أن يزوروا المقبرة التي دفن معظم الضحايا فيها. وتسبب الهجوم الذي وقّع في الرابع من ابريل بمقتل 87 شخصا بينهم 31 طفلا، جراء استنشاق الغازات السامة. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية نظام الأسد بشن الهجوم، وليل 6-7 ابريل ردت واشنطن باستهداف قاعدة جوية لجيش النظام بضربة صاروخية غير مسبوقة. وقال عبدالحميد اليوسف وهو أحد الناجين من الهجوم، وفقد افرادا من عائلته في الهجوم: «ألم الفراق حتى اللحظة لم يفارقني نهائياً، لا انا ولا أي إنسان فقد أهله أو احبابه». وخسر عبدالحميد زوجته وطفليه التوأم أحمد وآية و19 شخصاً من عائلته خلال الهجوم. وتصدرت صورته وهو يحمل طفليه القتيلين وسائل الاعلام اثر تنفيذ الهجوم. وبتأثر شديد، أضاف الوالد المفجوع الذي عمل على ازالة الاعشاب من محيط القبر «ما أتمناه أن يكون طفليّ آخر الاطفال الذين يقتلون، الألم صعب والفراق صعب واتمنى ان يكون هذا الامر خاتمة الاحزان في سوريا». وأعلنت لجنة تحقيق مشتركة بين الاممالمتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في تقرير قبل نحو أسبوعين ان غاز السارين استخدم بالفعل في الهجوم على المدينة الواقعة في محافظة ادلب. وقال عبدالحميد: «لا يوجد رئيس في العالم استخدم الكيماوي أو أسلحة محرمة دولياً»، مضيفا «كنت اتمنى ان يزول الألم عبر الإطاحة ببشار الأسد وإنهاء العنف في سوريا». وافاد مراسل فرانس برس عن إضراب جزئي شهدته المدينة الاربعاء، إذ أغلقت الكثير من المحال التجارية أبوابها وخفت حركة الأهالي في الشوارع والأسواق التجارية. وأوضح رئيس المجلس المحلي في خان شيخون محمد أحمد معراتي ان الهدف من تنظيم هذه الانشطة هو «لفت انتباه المجتمع الدولي الى أن النظام، الذي ارتكب هذه الجريمة ومعظم الجرائم التي حدثت على أرض سوريا لا يزال حراً طليقاً». وتعمل لجنة تحقيق مكلفة من الاممالمتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية على كشف الجهة المسؤولة عن استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون. وأعلن رئيس اللجنة ادموند موليت قبل أسبوع أن اللجنة تعمل «في بيئة مسيسة للغاية» تحاول خلالها «أطراف معنية» لم يحددها التأثير على عمل اللجنة لتوجيه تقريرها المتوقع في منتصف اكتوبر بهذا الاتجاه أو ذاك.