للأسف ما زالت أفواه بعض المرجفين تطلق بضاعة الشيطان.. تطلق شائعاتها عن طريق ما ينشر على تويتر، ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف المساس بالنظام العام، وبالقيم الدينية، أو الآداب العامة، ونشر البلبلة والفوضى في المجتمع. إساءات مباشرة لشخصيات معينة، وأسوؤها ترويجاً تلك الشائعات الكاذبة تحت المسميات البراقة، بضاعة إبليس، عندما أغوى أبانا آدم عليه السلام، وأمنا حواء وجعلهما يأكلان من الشجرة، هؤلاء هم أصدقاء الشيطان. ليس هذا فقط بل هناك ما هو أعظم، وصْفهم بالفِسق في كتاب الله الكريم «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» فهل يرضونها على أنفسهم؟ التسمية بالفسق لم تأت من بشر، وإنما جاءت من خالق البشر تبارك وتعالى، سمّاهم بالفسقة سبحانه وتعالى، وبشرهم بالندامة التي يعقبها الخسران والعذاب الأليم. وبالرغم من كل هذا يطلقون شائعاتهم غير مبالين، سفاهة وقلة عقل، تبعوا إبليس فأغواهم وساروا على دربه. طبيعي لن يفلتوا من العقاب في الدنيا أيضاً، سيخضعون لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، والداخلية مشكورة وموفقة في اصطياد كل مطلق للشائعات ومتفنن في نقلها بأنواعها، سواء كانت في تويتر، أم في الواتس أب، أم في الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وعقوباتهم مغلظة، تصل للسجن عشر سنوات، وغرامة خمسة ملايين ريال بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية. هذا بالنسبة لمروجي الشائعات وعقابهم في الدنيا والآخرة، وأما بالنسبة للذين يستمعون للأكاذيب ويتناقلونها، ويتسببون في أذى غيرهم، فلم يعف الإسلام عنهم، فهم مسؤولون ومحاسبون، «وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً». «إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم»، «سماعون للكذب أكالون للسحت». والرسول عليه الصلاة والسلام يقول «كفى بالمرء كذبا، أو إثما، أن يحدث بكل ما سمع»، وإن أبعد الناس منه مجلسا يوم القيامة الثرثارون. فمطلق الشائعات وناقلها في الجرم سواء.