أكد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، المحلل السياسي الكويتي د.فهد الشليمي أن أكثر ما لفت نظره خلال زيارته لمحافظة الاحساء هو الانسجام ، مشيرا إلى أنه تشكل لديه انطباع مختلف عن هذه المدينة بنسيجها المجتمعي الممتزج بالألفة والأخوة، وهو ما يدعو لتهنئة هذا المجتمع على هذا التضامن والوحدة واللحمة الوطنية التي يفتقدها كثير من المجتمعات. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الأحد الماضي في نادي الاحساء الادبي وحملت عنوان «الإعلام وإدارة الأزمات» وأدارها رئيس النادي د.ظافر الشهري الذي قال عن ضيف الامسية إنه علم والعلم لا يعرف، فقد كان حاضرا في كل قضايا الخليج العربي، وفي عاصمة الحزم، وفي الأزمة الحالية مع قطر. وفي بداية المحاضرة، وجه د.الشليمي سؤالا للجمهور: مَنْ لديه حساب في التويتر؟ وكان هذا السؤال مدخل المحاضرة التي تحدث فيها عن مصداقية وسائل الإعلام من عدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وضرورة التثبت والحذر من الانجراف في سيل الكذب والتضليل. وقال: يعتبر الإعلام من ادوات الاتصال الجماهيري المهمة في التحضير لإدارة الأزمات والكوارث وكيفية التعامل معها، حيث يلعب الإعلام دورا مهما وتوعويا في توضيح الحقائق وتزويد الجمهور والعامة بالحقائق عن ماهية الازمة وكيفية التصرف فيها. لذلك نجد من المهم أن تتفاعل مؤسسات الدولة الاعلامية وناطقها الرسمي في توحيد الخطاب الإعلامي الموجه للجمهور لكي يكون متوافقا مع الحدث من حيث التوقيت والنقل. ثم تحدث عن دور الإعلام ما قبل الأزمات والكوارث، حيث ان لها دورا متزايدا كأحد عناصر المنظمة او الدولة في تغطيته لإدارة الازمات، نظرا لما يتوافر من قدرات فنية ومرونة عالية تتمثل في تحركه السريع وتخطية الحدود والمعوقات بما يملكه من وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية. كما تحدث د.فهد الشليمي عن دور الاعلام الحكومي ودور الاعلام الخاص ووسائل التواصل الاجتماعي، بعدها تطرق للإعلام والصحافة الصفراء التي تعتبر من الوسائل الإعلامية المثبطة للجهود الإيجابية التي تبذلها الدول والمجتمعات، ودورها في التشكيك بقدرات الدولة في تطبيق ما تبثه من نصائح ومعلومات وتوجيهات للتعامل مع الكوارث غير المتوقعة او تقوم بالانتقاد السلبي للإجراءات التي تقوم بها الدولة او المؤسسة. وتناول دور المواطن في الازمات الذي يتمثل بنقل الصورة الحقيقية لدولته ومجتمعه والاسترشاد بالمعلومات التي تصدر من الجهات الرسمية بدولته، مع ابراز الصورة الناصعة عن وطنه ومجتمعه وعدم الانجرار مع المهاترات الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، واخيرا قال لا بد من التخطيط والتحضير والتدريب للتصدي للصدمات الناتجة من الكوارث المفاجئة والأزمات. بعدها فتح المجال للمداخلات للحضور وجاءت متنوعة تنم عن وعي ثقافي سياسي يدعو للتلاحم والتآزر ضد أي دخيل او معتدٍ يحاول المساس بأمن المواطنين واوطانهم، ليتم بعد ذلك تكريم ضيف الامسية وتقديم الدروع التذكارية وسط حضور مميز. د. فهد الشليمي