أكد أمين الأحساء عادل الملحم أن الأحساء تعد واحدة من أكثر مدن العالم إبداعا في المجال التراثي والحرف اليدوية والفنون الشعبية. واستعرض في ورقة عمل قدمها أمس الأول في الاجتماع الحادي عشر للمدن الأعضاء بشبكة المدن العالمية المبدعة التابعة لليونسكو المنعقد في مدينة اينين ليسبينز الفرنسية، جهود الأحساء الفعالة لتحقيق أهداف شبكة المدن المبدعة، بالإضافة إلى ما تم تسخيره من إمكانات موجودة تزخر بها منذ القدم بهدف استدامة الحرف اليدوية والفنون الشعبية عن طريق إقامة العديد من الفعاليات والبرامج بدعم لا محدود من الحكومة الرشيدة والهيئات والجهات الحكومية المتخصصة التي تسعى دائما في دعم هذا الجانب المهم. وتطرق في الاجتماع إلى مهرجان «الأحساء المبدعة» الذي حقق زيارة ما يقارب 50 ألف زائر خلال عشرة أيام، قُدمت فيه ستون حرفة يدوية و16 فنا شعبيا أحسائيا، مؤكدا من خلال ذلك على أن الأحساء من المدن المعدودة عالميا التي تحوي تنوعا وزخما كبيرا بالحرف اليدوية والفنون الشعبية وهو ما أقره الاجتماع الدولي باعتبار أن الأحساء تعد الأكبر من حيث تنوع الحرف والفنون الشعبية بجانب توارث وتناقل الأجيال في المحافظة على أصالة وقوة ورونق التراث، كما هو الحال مع الخوصيات التي تمت المحافظة عليها على مر السنين دون أن يعتريها أي تغيير عن الحالة الأصلية قبل ما يزيد على 100 سنة. منسق الأحساء للمدن المبدعة متحدثًا في ورشة عمل كما تحدث عن جهود أمانة الأحساء، بأن وضعت ضمن سلم أهدافها الشراكة الاجتماعية الرامية إلى تعزيز الجوانب التراثية والسياحية والثقافية وتنميتها عبر غرس تلك المفاهيم وتوعية المجتمع بأهمية التراث الأحسائي الوطني والحرف والفنون الشعبية، محققة عبر الفعاليات المقدمة ارتفاعًا تصاعديا ملحوظا في مؤشرات الوعي الاجتماعي واستمرارية الاهتمام بنقل التراث بكل ألوانه للأجيال المتعاقبة ونشر الوعي لعموم المجتمع بأهمية الثقافة الأصيلة والابداع في تشكيل المدينة المستدامة وتحقيق أهداف شبكة اليونسكو لتأكيد الدور المهم الذي تحتله الثقافة في التنمية الحضرية المستدامة. وعلى هامش الاجتماع أوضح منسق الأحساء في شبكة المدن المبدعة في اليونسكو م. أحمد المطر أن الاجتماع العالمي يهدف إلى تبادل الأفكار والخبرات بين الأعضاء في الشبكة في نفس المجال الإبداعي، بجانب تقديم عروض وأفلام وتقارير لأبرز الأنشطة المنفذة في هذا المجال، والتي من بينها: مهرجان الأحساء المبدعة، والمناسبات والفعاليات الأخرى التي تؤكد دعم هذا الملف في اليونسكو والحفاظ على هذا الموروث، والاستدامة فيه، ودعم الحرفيين وإنشاء المعاهد والأسواق وتنفيذ المناسبات على مدار العام. وأكد المطر الذي يشغل أيضا منصب مستشار أمانة الأحساء ومدير مكتب التراث العالمي في واحة الأحساء أن كافة المؤشرات في جانب دعم الحرف اليدوية والفنون الشعبية في الأحساء إيجابية، وأن الأحساء بها ثراء ضخم في هذا المجال الإبداعي يكاد يتفوق على كثير من دول العالم، إذ تمتلك الأحساء أكثر من 60 حرفة يدوية متنوعة، و12 لونا فلكلوريا شعبيا، مبيناً أن الأمانة بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجهات ذات العلاقة، يسعون لأن تكون هذه الحرف اليدوية مصدر رزق للحرفيين، وهو هدف من أهداف شبكة المدن المبدعة.