قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، في خطبة العيد أمس: إن العيد في الإسلام يحمل مقاصد سامية ففيه يفرح المسلمون بتمام طاعة ربهم ويبتهجون بفطرهم بعد صيامهم، قال صلى الله عليه وسلم (للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه)، مشيرا إلى أن العيد تذكير بالعصور العظمى وحرص الإسلام على تأكيد المحبة الصادقة بين المسلمين والمودة الخالصة بين المؤمنين، قال تعالى (إنما المُؤمِنُون إِخوة)، حاثا باتخاذ العيد سببا للتواصل وطرح الضغائن والاحقاد، ففي العيد دعوة لنشر السرور وإدخاله على النفوس والتأكيد على معاني الرحمة والإحسان. وحذر فضيلته، مما يخطط لبلاد الحرمين وفق مخططات ماكرة وحملات كاذبة وأراجيف مغرضة تنال بلادا نشأت على الإسلام منهجا والقرآن والسنة دستورا، بلادا أهم مهامها خدمة الحرمين مأرز الإيمان ومأوى أفئدة المسلمين، يجب على كل مسلم في هذه الدنيا أن يعلم أن هذه البلاد بلاد كل مسلم والواجب عليه أن يستيقن أن العداء لهذه البلاد عداء لأهل الإسلام قاطبة، وأن المساس بأمنها واستقرارها ينال خطره كل المسلمين في كل البقاع. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الأمة تمر بموجة من التحولات والاضطرابات والأزمات، وتبقى بلاد الحرمين هي العمق الأعظم لكل بلاد المسلمين، فأي مساس بها فهو أصل الشر الذي ينطلق منه الأعداء لتمزيق شمل الأمة المحمدية وهدم وحدتها ومركز كيانها، مبينا أن هذه البلاد بحكم مسؤوليتها التي ألقاها الله جل وعلا عليها بمسؤوليتها عن الحرمين وعن الحج والعمرة فهي رمز العزة والشموخ للمسلمين أجمع. ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التعاون مع هذه البلاد لما فيه خير وصلاح المسلمين استجابة لقوله تعالى (وتعاونُوا على البِرِ والتقوى ولا تعاونُوا على الإِثمِ والعُدوانِ)، حاثا أهل هذه البلاد على التلاحم والتكاتف مع قادتهم لحمة تظهر فيها المحبة والإجلال والسمع والطاعة بالمعروف والتعاون على ما فيه رضا الله جل وعلا، ثم التعاون على ما فيه تحقيق المصالح والمنافع للجميع، مشيرا إلى أن ذلك ضرورة شرعية ومصلحة وطنية وحاجة إنسانية. وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي من الانجرار وراء أي فتنة أو مسلك أو دعوة تهدد بلاد المسلمين جميعا أو تمس أمنهم واستقرارهم، لافتا إلى أن الفرض المتحتم شرعا الوقوف بالمرصاد جنودا متحدين ومتعاونين في وجه كل متربص. وقال: إن أعظم سلاح لمشكلات الأمة وما تواجهه من مشكلات وتحديات نحبط بها هو العمل الجاد بالإسلام كمنهج متكامل لجميع شؤون الحياة مع الحرص الأكيد على العمل في إطار مبدأ الأخوة الإسلامية والرابطة الإيمانية. وأضاف فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ إن من النعم العظمى على هذه البلاد استقامة أمر الحكم والولاية التي بها تنتظم بها المصالح الكلية والجزئية وتستقيم بها الأمور العامة والخاصة، ومن ذلك ما تم في هذه الليالي المباركة من اختيار موفق من خادم الحرمين الشريفين لولي عهده في جو مفعم بمباركة من الجميع، فلله الحمد على ما أتم به علينا من التآلف والاجتماع، وإننا ونحن نبايع ولي العهد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر نسأل الله جل وعلا أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين وأن يوفق ولي عهده ويعينه على مهامه فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وأن يجعله مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر، وأن يبارك في جهوده ويجعلها محفوفة بالنجاح والسداد.