في الأيام الوداعية لشهر رمضان، امتزجت أصوات الائمة بالمشاعر الروحانية والتي تحف أزقة المسجد الحرام في أجواء إيمانية ووجوه بيضاء نقية، وقلوب خاشعة باكية ترتجي مغفرة الله في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ورضوان من الغفور المنان، يحرصون على استغلال أوقاتهم في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، يلتمسون ليلة هي خير من ألف شهر، يتوافدون إلى مكةالمكرمة من مصلين ومعتمرين عبر جميع منافذها قاصدين بيت الله الحرام، تدفعهم أيام رمضان الأخيرة للتنافس الشريف في طلب المغفرة والوقوف بين يدي المولى عز وجل، راجين رحمته بروح صادقة ونية خالصة محتسبة طائعة منقادة، مستشعرين عظمة الزمان وطهارة المكان، متيقنين اشتياقهم وحنينهم للحظات الجميلة التي يجدونها خلال صومهم وحتى في فطورهم من لذة التمر عند الإفطار وحتى رشفة الماء وقت السحور في بيت الله المعمور. عدسة «اليوم» رصدت تلك الأجواء الروحانية والرمضانية المهيبة في مسجد الله الحرام، لمئات الآلاف من المسلمين الصائمين المصلين والمعتمرين وهم يتأهبون لوداع الشهر الفضيل عائدين إلى بلادهم، مغفورين الذنب كاسبين الثواب والأجر، مشكلين لوحة إيمانية جميلة تجسد تلك العزيمة المؤمنة برحمة الله، ومستشعرين النفحات الربانية داخل البيت العتيق والساحات المحيطة به، لاسيما وأنهم بدأوا بالتوافد إلى مكةالمكرمة من مواطنين ومقيمين وزوار ومعتمرين من كل الأجناس ومختلف الأعمار مع بدء الليالي العشر الأخيرة، راكبين وراجلين حتى امتلأ بهم المسجد وأروقته وساحاته وسطحه، وسط اهتمام ومتابعة مباشرة من مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وبتنسيق عالي الأداء بين الجهات الحكومية والأهلية المتعددة، داعين الله العلي القدير أن يحفظ قيادة وشعب هذا البلد الكريم الذي وفقه الله لخدمة الحرمين الشريفين ورعاية شؤون قاصديه من معتمرين وزوار ومصلين وبما مكنهم من أداء فرائضهم وعباداتهم في أفضل الأجواء الإيمانية والأمنية. أحد الزوار يروي طفلته بماء زمزم أجواء روحانية في المسجد الحرام وساحاته الطواف بالكعبة في سطح الحرم المكي لحظات خاشعة لأحد المصلين يسقي ظمأ العطشى أثناء الطواف معتكف ابتعد بمفرده لقراءة القرآن لوحة إيمانية جميلة في سجود خاشع الأجواء الروحانية في المسجد الحرام وساحاته