لا تنفك جزيرة قطر ولا متحدثوها الإعلاميون، قطريون وأجانب، عن اتحافنا يوميا بتعبيرات (إنسانية) عن دوحتهم التي يسمونها كعبة المضيوم. لو فكروا قليلاً لاستحوا من هذا التعبير؛ خاصة وأنهم يحسبون يوسف القرضاوي ووجدي غنيم وعزمي بشارة وكوسا الليبي من المضيومين أو كما يقول الشوام من (المعثرين) الذين تعرضوا للظلم والفاقة والجوع. هذا البيع الرخيص لمعاني الإنسانية لن يقدم أو يؤخر في حقيقة أن الدوحةالقطرية هي دوحة الموتورين والحاقدين والمتربصين بدولنا الخليجية والعربية والمهددين لأمنها وسلامة مجتمعاتها. أي مضيومين أو مظلومين يتحدثون عنهم بينما هم يسنون مخططاتهم ومؤامراتهم وألسنتهم وكل أدبياتهم لينزعوا عن دولنا كل غطاء يسترها ويكفيها شر التقسيم والتفتيت والتقاتل على الهوية المذهبية والطائفية، كما تفعل إيران تماماً.؟! ما دخل (الضيم) بفتاوى القرضاوي ووجدي غنيم عن جواز العمليات الانتحارية وأن من يفجر في المساجد والكنائس والمدارس والمطاعم هو من قُتل أولاً ثم قَتل.؟! كل شيء، بالمناسبة، يصدق على الدوحة إلا أنها قبلة المضيوم والمظلوم. هي ملاذ المدلسين والملبسين والكذابين والقتلة الذين لا يهمهم سوى أن يتصدروا المشهد السياسي ويحققوا غاياتهم الحزبية الواضحة والقذرة حتى لو كان الثمن الدوحة نفسها وليس فقط الرياض أو أبو ظبي أو المنامة. من يُدخل هذه الجماعات والتنظيمات الإرهابية إلى بيته فهو كمن أدخل مجموعة أفيال في محل زجاج. ولكم أن تتخيلوا الصورة بعد ذلك في قطر أو غيرها، حين يتمكن هؤلاء الموتورين فكرياً ونفسياً ويملكون القدرة على تفريق الجماعات ونزع الانتماء الوطني من نفوس وقلوب الشعوب. ليس ثمة ما يمكن أن تضحك علينا به قطر بعد الآن، فالوثائق والدلائل على ارتكابات وحماقات الموتورين والإرهابيين والمتطرفين تترى يوميا في وسائل الإعلام الأجنبية والعربية. وليس من حل سوى حل واحد فقط؛ أن تعتذر قطر عن ماضيها الأسود وتبيض ساحتها بجد ونية صادقة صافية مع أشقائها. وهو ما استبعده مع النظام الحالي الحاكم هناك.