دائماً ما نسمع عن تفضيل العمل في القطاع الحكومي على القطاع الخاص لعدة أسباب، ومن أصعب ما يواجه أصحاب المنشآت في القطاع الخاص صعوبة التحكم في بقاء الموظفين في العمل لديهم لسنوات، ووجهة نظري الشخصية أن المسألة الأهم في كل هذا هي خلق بيئة عمل داخلية مميزة والتي من خلالها ستشهد أي منشأة الأثر الإيجابي في ذلك من خلال ابداعات وولاء موظفيها. ثقافة المنشأة نفسها هي الأساس في استقرار موظفيها وزيادة ولائهم من خلال خلق بيئة عمل داخلية رائعة، وهناك مقترحات عديدة تساهم في ذلك من أهمها تقدير وتحفيز الموظف، والعمل على توفير الخدمات الاجتماعية والصحية للموظف وعائلته ببرامج بسيطة قليلة التكلفة، والحرص على وجود سياسات داخلية واضحة ومميزة، والتواصل الفعال بدون أي حواجز خصوصا في إيصال المقترحات التي قد تساهم في نقلة نوعية في المنشآت. من واقع تجارب شخصية عديدة لي مع الكثير من منشآت القطاع الخاص، اقترحت بعض المبادرات لتحسين بيئة العمل الداخلية وكان هناك تفاعل كبير من أصحاب القرار فيها، فبعض المنشآت قام بتخصيص يوم إجازة استثنائي مدفوع الأجر لكل موظف قبل شهر رمضان ليستغله مع عائلته للاستعداد لدخول الشهر المبارك، إضافة الى يوم إجازة استثنائي مدفوع الأجر لكل موظف خلال شهر رمضان ليتسنى له الاستعداد مع عائلته لعيد الفطر المبارك، وأيضا من المبادرات الرائعة كان توجه بعض المنشآت لدفع تكاليف تدريب لأبناء الموظفين خلال فترة الإجازات مع توفير المواصلات لذلك، وغيرها العديد من الأمثلة في مجالات عديدة تسهم في رفع معنويات الموظفين في بيئة عمل منشآتهم. أفكار ومبادرات بسيطة عديدة لو تم تطبيقها من أصحاب الصلاحية في منشآت القطاع الخاص فسيكون لها تأثير كبير على بيئة العمل الداخلية، ويكفي من ذلك هو تعزيز بُعد «الفخر» والمتعلق في مدى شعور الموظفين بالفخر بعملهم، ويساهم ذلك في شكل غير مباشر بالتسويق الخارجي لبيئة العمل من خلال نقل التجارب والمبادرات من خلال موظفي المنشأة للغير، فشهادة الموظفين حول بيئة العمل تُعد المقياس الأكثر جوهرية لمدى اعتبار المنشأة مكاناً جاذباً للعمل فيه. ما أتمناه في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل، وبما أن أغلب الموظفين في القطاع الخاص من ذوي الدخل المتوسط وأقل، أن يقوم كل أصحاب منشآت القطاع الخاص وأصحاب القرار فيها بتقديم صرف رواتب الموظفين قبل إجازة عيد الفطر المبارك؛ لإسعاد موظفيهم وعوائلهم، وحرصا على تمكين الموظفين من تلبية احتياجاتهم المالية بهذه المناسبة المباركة، فمثل هذه القرارات والتي لن يكون لها تأثير بالغالب على المنشآت سيكون لها ردة فعل إيجابية لزيادة ولاء موظفيهم. الأمر بيدك كصاحب قرار، فلا تنتظر التغيير من الخارج في تحسين سياساتك الداخلية أو تحسين بيئة العمل وتمييز منشأتك عن غيرها، فإن لم تكن مقتنعا بذلك فلا حجة لديك إذا ترك موظفوك منشأتك، فأنت من يحدد اتجاه موظفي منشأتك التي تمتلكها أو تُديرها، إما ان تكون منشأة منافسة أو أن تكون جسراً للعبور عليه للمنشآت الأخرى.