يحدث فقر الدم نتيجة سوء التغذية الناجم عن الافتقار لعنصر الحديد، وتسبب الإصابة بصداع شديد وضعف عام وإرهاق، ولذلك فإن من يعاني فقر الدم يجب أن يصوم بشروط طبية معينة. وتختلف الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم من شخص لآخر بدرجات متفاوتة، وعادة لا ينصح بصيام الذي يعاني من فقر دم شديد لأنه بحاجة إلى الغذاء والمعادن كي يمد جسمه بالطاقة. وينصح خبراء التغذية والأطباء مرضى فقر الدم بالاهتمام بالغذاء، والإكثار من المواد الغذائية المعتمدة على المنتجات التي تحوي الحديد كالأسماك واللحوم والمأكولات النباتية الغنية بالحديد لإنتاج خضاب الدم. ومن الضروري بالنسبة لمرضى الأنيميا في رمضان استشارة الطبيب والتقيد بنصائحه فيما يتعلق بقرار الصيام وأيضا الغذاء لتجنب مضاعفات فقر الدم خلال صيام نهار طويل يصل إلى نحو 14 ساعة بدون طعام وشراب. وللوصول للصيام الناجح الخالي من التعب والإرهاق، ينصح بالصيام مع تنظيم الغذاء اليومي على الإفطار والسحور، ومن المستحسن عند بدء الإفطار تناول بعض حبات التمر لاحتوائه على السكريات الطبيعية سريعة الامتصاص، وكذلك احتواؤه على الحديد ومعادن وفيتامينات متعددة، مع الإكثار من شرب السوائل المختلفة كعصير الليمون. وأثناء الإفطار يجب تناول شوربة خضار ومن ثم تناول الطبق الرئيسي والذي يُفضل أن يحتوي على الأغذية الغنية بالحديد وعلى الخضراوات الداكنة اللون مثل السبانخ والبقدونس وعلى اللحوم الحمراء، والسمك بالإضافة إلى الحبوب والفواكه والبقوليات، مع تناول الأغذية المحتوية على حمض الأكساليك والتي توجد في اللوز واللفت، والسبانخ، وفي الحالات المتوسطة والخفيفة من فقر الدم يفضل تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامينات (ب - أ) كالتمر والجرجير والكبدة والسمك والبيض، والطماطم الطازجة، والموز، والتفاح مع تناول الزبادي مع العسل وفاكهة الفراولة والتين. وبعد الانتهاء من الإفطار يجب أن تكون الوجبات بعد الإفطار معتدلة مع تناول الخضراوات، والإكثار من شرب السوائل، فيما يمكن عند السحور تناول وجبة غنية بالحديد والتي يُفضل أن يحتوي طعامها على اللحم الأحمر والفول على أن يعصر ليمون على جميع الأكلات فهو يساعد على امتصاص الحديد، مع الاهتمام بالعسل الأسود في السحور. ويحذر الاطباء من خطورة تناول المنبهات خاصة الشاي والقهوة بعد الإفطار، نظرا لقدرة تلك المنبهات على تكسير الحديد والفيتامينات في الجسم، كما يجب على مرضى فقر الدم أيضا الامتناع التام عن تناول المسكنات كالإسبرين ومشتقاته، لتأثيرها القوى على المعدة الذى قد يصل إلى الإصابة بقرح المعدة والإثني عشر.