مع دخول شهر رمضان الكريم تكثر تساؤلات مرضى الأنيميا عن إمكانية الصيام وعن الأطعمة والغذاء المناسب لهم، خوفاً من حدوث اضطرابات تؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية خلال فترة الصيام. ولأن الوقاية خير من العلاج، فهناك العديد من الإرشادات والقواعد التي يجب أن يسير عليها مرضى الأنيميا لتفادي أية مضاعفات لمرضهم. والأنيميا مرض يوصف بنقص أو خلل في كرات الدم الحمراء ليصل إلى مرحلة تحت الحالة العادية، وتسمى أيضا فقر الدم، ويحدث كنتيجة لمجموعة مختلفة من الأمراض والاختلالات الجسدية التي ينتج عنها فقدان الدم وتحطيم مفرط لكريات الدم الحمراء. ونظرا لنقص الحديد لا يستطيع دم الشخص المصاب بفقر الدم نقل الأكسجين الكافي للأنسجة، وبالتالي لا يتم دمج الأكسجين مع الغذاء، الأمر الذي تقل معه إنتاج الطاقة، وبذلك يشعر المصاب بالضعف والإرهاق والغثيان وآلام الرأس وشحوب في البشرة وقصر النفس وتسارع في النبض بحيث يستطيع الإنسان سماع دقات قلبه، بالإضافة إلى ضعف التركيز والتنميل في الأطراف. ودائماً ما يتم التعرف على المرض بسهولة، وقد تكون أولى علامات ظهور فقر الدم فقدان الشهية والإمساك، الصداع، الاضطراب أو صعوبة التركيز والدوار وشحوب عام، ويلاحظ بصورة أكبر في الجفون والشفاة الشاحبة، وحرقان في الفم وتوقف الحيض عند النساء، و لتجنب ذلك يُنصح بأن تجرى فحوصات فقر الدم وتحديد السبب للإصابة به، وتناول الغذاء الذي يحتوي على الحديد، وهذا من خلال الطبيب الذي يجب أن يجري اختباراً بسيطاً يدعى سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء لاكتشاف أي التهاب كامن في الجسد. وفي حالة إصابة الفرد بالأنيميا الشديدة التي تقل فيها نسب الهيموجلوبين في الجسم عن 8 جم، يجب على المريض عدم الصيام نظرا لاحتياجه الدائم إلى السوائل والغذاء بشكل منتظم بحيث يكون من 3 إلى 4 مرات في اليوم. ويمكن لمريض الأنيميا إذا كانت حالته متوسطة وبسيطة الصيام ولكن يجب عليه الالتزام بقواعد غذائية معينة من أجل الوصول إلى إفطار صحي يحتوي على الأغذية الغنية بالحديد وفيتامين B12 وحمض الفوليك. ومن ثم يمكن لمريض فقر الدم تناول الياميش الذي يعد وجبة غذائية متكاملة لأنه يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان من سكريات وبروتين وفيتامينات، فيعوض ما فقده من سوائل، كما يجب عليه الإكثار من اللحوم البيضاء والحمراء والإكثار أيضا من الأطعمة التي يزداد بها الحديد كالكبدة والخضراوات كالبسلة والسبانخ، بالإضافة إلى ضرورة تناول طبق من السلطة الخضراء المتكاملة. كما يشير الأطباء أيضاً إلى أنه من الضروري عدم ملء المعدة أثناء الإفطار حتى لا يؤدي ذلك إلى حدوث حالة من الهبوط الحاد والصداع الشديد نتيجة تدفق كميات كبيرة من الدم للجهاز الهضمي، حيث يكون الإفطار بتناول وجبة خفيفة سهلة الهضم غنية بالحديد وتحتوي على كميات من فيتامين سي. ويمكن عند بدء الإفطار تناول بعض حبات التمر لاحتوائه على السكريات الطبيعية سريعة الامتصاص، وكذلك احتوائه على الحديد ومعادن وفيتامينات متعددة، مع الإكثار من شرب السوائل المختلفة كعصير الليمون. أما المريض المصاب بفقر الدم ولكن حالته ليست بخطيرة فمن الأفضل أن يتناول الأغذية التي تحتوي على فيتامينات (ب) وفيتامينات (أ) كالتمر والجرجير، والكبدة والسمك والبيض، والطماطم الطازجة، والموز، والتفاح مع تناول الزبادي مع العسل، والحرص على تناول فاكهة الفراولة والتين بما تحويه من حديد. وبعد الانتهاء من الإفطار حاول أن تكون الوجبات معتدلة مع تناول الخضراوات، والإكثار من شرب السوائل. كما ينصح بتأخير السحور والذي يحتوي على البيض الغني بالحديد وكذلك الفول والذي يمنع تناوله فقط للمرضى الذين يعانون من أنيميا الفول وهي أنيميا وراثية تصيب الذكور أكثر من الإناث، ويفضل عصر ليمون على جميع الأكلات فهو يساعد على امتصاص الحديد، مع الاهتمام بالعسل الأسود في السحور. ولكن يحذر الأطباء من خطورة تناول المنبهات خاصة الشاي والقهوة بعد الإفطار نظرا لقدرتها على تكسير الحديد والفيتامينات في الجسم، كما يجب أيضا الامتناع التام عن تناول المسكنات كالأسبرين ومشتقاته، لتأثيرها القوي على المعدة والذي قد يصل إلى الإصابة بقرح المعدة الإثنى عشر.