تعودنا قبل دخول شهر رمضان المُبارك، أن نجد الإعلانات في كل مكان عن وجود «إفطار صائم» في كل حي من أحياء بلادنا، وهذا يدل على حُب الخير المتأصل في نفوس كثيرٍ من أفراد المجتمع ولله الحمد، ولكن بنظرة سريعة على ذلك المشروع «إفطار صائِم» نجد أن المُستفيد الأكبر منه هم من العمالة الوافدة، ولا ضير في ذلك، ولكن إذا علمنا ان أكثر المستفيدين هم من أصحاب المحلات، والورش، والبوفيهات، وبعض المحال وغيرهم من غير المحتاجين!! إذ إن كثيرا منهم من غير المستحقين، في حين يغيب مثل ذلك المشروع الخيري المُبارك عن فِئة ليست بالقليلة في مجتمعنا، بل إن شِئنا أن نقول إنها كثيرة ممن لا يجدون قوت يومهم، وما أكثرهم في مجتمعنا، ممن يعيشون على الكفاف، وعلى الضمان الاجتماعي برواتب زهيدة شهريا، هذا غير الأرامل والمُطلقات، ومِمن لا عائِل لهم، إلخ..! وخِتاما.. مشروع إفطار صائم للأسر المُتعففة، هو فِكرة رائدة ووليدة، ولا أزعم أني من ابتكرها، ولكن قد أكون مِمن علق الجرس عليها، وقد تكون عملية أفضل من كثير من الجمعيات الخيرية والتي مع الأسف أصبحت لا تخدم السعوديين المحتاجين، والشواهد كثيرة حصلت لبعض من أفراد المجتمع من المحتاجين، ولا داعي لذكرها! ويكون ذلك بالاتفاق مع إمام كل مسجد في كل حي في أن يكون مسؤولا مع جماعة المسجد لمعرفته بجيران المسجد ممن تنطبق عليهم شروط الأسر المُتعففة، حتى يصلهم الإفطار جاهِزا إلى بيوتهم دون عناء عبر متطوعين من أفراد الحي ممن يعرفهم إمام المسجد، وهكذا يكون في كل حي أو كل حارة يوجد فيها من يعتمد عليهم من إمام المسجد ومن جماعة المسجد من يقوم بذلك الدور الكبير والنبيل، لأنه قد لا يكون سهلا في البدء، ولكن في سبيل نيل الأجر، والبحث عن الأسر المتعففة، والتي بعضها لا تكاد تجد ما يسد رمقها على الإفطار أو السحور في ظل تفاخر فِئام من الناس- وهم قِلة إن شاء الله- عبر وسائل السوشل ميديا بأصناف من موائد الطعام، وذلك فيه ما فيه من كسر لقلوب الفقراء والمحتاجين في بلادنا، والذين هم كما أسلفت أضحوا كُثرا، ولم يعودوا قِلة كما كُنا نعتقد سابقا! إلا أن هذا المشروع خيري ووطني بامتياز، نتمنى أن يجد النور فيما تبقى من أيام هذا الشهر المبُارك، أو في السنوات القادمة بأن نراه واقعا عمليا وملموسا في أحيائنا وفي كل مُدن بلادنا الحبيبة، وكل عامٍ وأنتم بخير.