في المملكة هناك حوالي مائة ألف مسجد والحمد لله، ولكل مسجد أماكن للوضوء، تختلف مساحاتها باختلاف مساحة المساجد وعدد المصلين. وحسب الدراسة التي قام بها د.محمد الوابل والباحث عبدالله الخالد، فإن الشخص الواحد بحاجة لستة وعشرين لترا من المياه للوضوء بمعدل 5.37 لتر للفرض الواحد. ومعلوم للجميع أن دفع المياه في معظم مساجدنا يكون قويا، وأن معظم الأشخاص لا يبالون بكمية المياه المهدرة. من الواضح إذا أن كمية المياه التي تستخدم في المواضئ تعتبر من أكبر مصادر الهدر المائي. وكما تعرفون، فإن المملكة تعاني من نقص في مصادر المياه الطبيعية، ومن نضوب المياه من مصادرها غير المتجددة، وليست هناك أي خطة مستقبلية لإعادة استخدام هذه المياه «الرمادية» لري المزروعات أو لتنظيف المراحيض وغسل الأرضيات، رغم أن الأبحاث أثبتت أن تلك المياه لم تتعرض لأي تلوث فيزيائي أو كيميائي بعد استعمالها. وأمام هذا الواقع المؤسف، فلا يبدو أن هناك حلا غير استبدال حنفيات المواضئ الحالية، بحنفيات تعمل بالحساسات، حيث يتدفق الماء عند اقتراب اليد ويتوقف في حالة رفعها، مما سيوفر ما يقارب نصف الكمية المستهلكة. نتفهم بأن الوزارة قد لا تملك الميزانيات المطلوبة لتغيير هذه الحنفيات، ولا أموالا كافية لصيانتها وضمان استمرار عملها. لكن بإمكان الوزارة الاستفادة من المواطنين الراغبين ببناء المزيد من المساجد، وتوجيههم للمساهمة في هذا المشروع الذي سيحافظ على أهم مصدر من مصادر الحياة. فهذه المساهمة الإيجابية من أعمال الخير التي تخدم الوطن والبشرية. روى الإمام أحمد وابن ماجة عن عبداللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (أن النبِي صلى اللهُ عليهِ وسلم مر بِسعدٍ وهُو يتوضأُ فقال: ما هذا السرفُ يا سعدُ؟ قال: أفِي الوُضُوءِ سرف؟ قال: نعم، وإِن كُنت على نهرٍ جارٍ). وقد أوردت هذا الحديث لأقطع الطريق على من سيسيء فهم مقاصدي، أو من سيزايد على ديننا الحنيف. ولكم تحياتي