بفضل الله نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق تنمية وطنية كبيرة خلال العقود الماضية، حيث أوجدت بنية تحتية واسعة وطورت قطاعات حيوية سواء في الجانب الصناعي أو العمراني أو الاقتصادي وغيرها، بالإضافة لتحديث المجال الخدمي الذي يوفر حاجة المواطن ومنه التعليم والصحة والأمن وغيرها، حيث تعتبر كافة هذه الأمور «مكتسبا وطنيا» حقيقيا يبقى تأثيره لأجيال متعددة ويشكل أساسا ومرتكزا حقيقيا للتطور والنمو في بلادنا العزيزة. إن استمرار التنمية عنصر مهم في نهضة الدولة وتقوية مكانتها الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية، ولا شك أن منهجية «حماية المكتسبات الوطنية» أمر إستراتيجي في تحقيق التنمية الصحيحة؛ وذلك لأن الدولة قد استُهلكت سنوات طويلة وبذلت المال الوفير وقدمت الجهد الكبير لتحقيق النهضة في بلادنا من خلال إيجاد المنشآت والمصانع والخدمات في جميع المناطق لغرض الاستفادة منها وجعلها القاعدة التي نبني عليها التنمية الحديثة وندخل برامج التقنية المستجدة في كيان البنية التحتية الموجودة حاليا... لذلك فإن عملية الهدم والإزالة وعدم الصيانة وتلف ما هو موجود من مرافق ومنشآت فهي ممارسات غير صحيحة وتعتبر هدرا للمال العام الذي هو ملك لجميع أبناء الشعب ومكتسب لمستقبلهم المشرق الذي يتحقق بوجود موارد مالية جيدة وسواعد شابة مدعمة بالعلم والمعرفة لكي ينهضوا ببلدهم المبارك إلى آفاق جديدة ترتكز على حماية الموجود وتطويره مع إقامة منشآت وإيجاد خدمات جديدة ومتطورة تساهم جميعها في تكوين بلد متقدم ومزدهر في جميع المجالات المختلفة. إن مطلب «حماية المكتسبات الوطنية» يعتبر جانبا مهما جدا في السياسة الاقتصادية لبلادنا العزيزة وإن تطبيق هذا المطلب يحتاج إلى منهجية واضحة ومفصلة تشمل كافة مرافق الدولة وإداراتها وكذلك مطلوب من القطاع الخاص مساهمته في تنفيذ هذه الإستراتيجية، بالإضافة إلى المواطن الذي يجب أن يكون العنصر الأساسي في حماية المكتسبات الوطنية لمنع سوء استخدامها أو تلفها لأنها من موجودات هذا الوطن الكريم... وإلى الأمام يابلادي.