تتجدد هذه الأيام أحاديث ومقالات وتصريحات عن الإخوان والحركيين الذين يلتقون على مبدأ واحد هو الكفر بالدولة الوطنية وتهديد سلامة المجتمعات من أجل غايات حزبية بحتة وضيقة. وكان هذا الموضوع بحث وأشبع بحثاً في سالف الأعوام منذ كشرت جماعة الإخوان عن أنيابها في مصر واغتالت أو حاولت اغتيال العديد من زعاماتها التي وقفت بالمرصاد لأفكارها المدمرة. بعد السقوط المدوي الأخير للجماعة في منبتها المصري تشتت قادتها ومريدوها في أصقاع الأرض الأوروبية والتركية والعربية في محاولة للنهوض من جديد واستغلال خلافات الدول لمواصلة تنفيذ أجندتها التي رفضت، هذه المرة، من الشعوب وليس الأنظمة الحاكمة فقط. كانت قطر ملجأ مفتوحًا ودافئًا لمجموعة من الإخونجية الذين استقروا بها ليواصلوا حربهم ضد دولهم وشعوبهم مستفيدين من الكيس القطري المفتوح ومعولين على أن لا أحد يستطيع المساس بثوابتهم هناك، خاصة وأن كبيرهم مصري قطري يصول ويجول ويهدد ويتوعد كما يشاء. فاتهم كما فات قطر أن الدول والشعوب كما أن لديها خيارات للتسامح لديها أيضاً خيارات للتصعيد متى وصل الخطر إلى أمنها واستقرارها. وأن الشعوب بالذات قد تنخدع قليلا بادعاءات التدين والدعوة والجهاد لكنها سرعان ما ترفع من وتيرة حذرها إذا أحست بالخطر على أبوابها وسرعان ما تلتف حول قياداتها لتمنع هذا الخطر. وهذا هو ما حدث مؤخراً حين وقعت قطر في حبائل تصريحاتها المناهضة لكل ما هو خليجي وعربي، وحين أدرك الناس أن الإخوان هناك اختطفوا القرار ومنابر المساجد والإعلام وظنوا أنهم أصبحوا في مأمن لتنفيذ مخططاتهم وقذف مزيد من السم في الجسد الخليجي. وفي اعتقادي أن هذا هو الموقف الخليجي، الرسمي والشعبي الأخير من قطر واحتضانها لهذه الجماعة المناوئة وغيرها من التنظيمات الإرهابية على اختلاف مشاربها. بمعنى أنه لم يعد هناك شبر للمجاملة أو التهدئة فإما أن تكون قطر مع الخليج أو تكون ضده.