يترقب المسلمون في اندونيسيا قدوم شهر رمضان بوسائل الإعلام، والبعض قد يتبع في ذلك ما تثبته المملكة العربية السعودية، فيصوم مع صيامها ويفطر مع فطرها. ونظرا لكثرة وتعدد جزرها الجميلة وانتشار رقعتها، فعندما تثبت رؤية هلال شهر رمضان يُعلن عن ذلك رسميا بواسطة وزارة الشؤون الدينية، ويقوم الأفراد من المسلمين بطقوس خاصة بهم بقرع الطبول حتى السحور، احتفالا بقدوم الشهر المبارك، وتبدأ التهاني والمباركات وتعم الفرحة والبهجة الجميع. يبلغ عدد السكان في دولة أندونسيا حوالي 240 مليون نسمة، يشكل المسلمون منهم النسبة الأكبر في هذا البلد، إذ تصل نسبتهم إلى «94%» من مجموع السكان، وبذلك تكون رابع أكبر دولة سكانا، وأكبر عدد من السكان المسلمين في العالم. والمعروف عن هذا الشعب المسلم التدين والتمسك بالإسلام، وعادات المسلمين في الإفطار في رمضان أن يجتمع اكثر الإندونيسيين في المساجد قبل أذان المغرب بفترة بعد عمل أطباق مختلفة ومتنوعة في البيوت ونقلها من المنازل الى المساجد لتناول طعام الإفطار، ويجلس الجميع قبل الأذان للإفطار جنبا إلى جنب، الأغنياء والفقراء، والصغار والكبار، وبعد الإفطار يؤدي الجميع صلاة المغرب جماعة. والمسلمون الإندونيسيون حريصون على الالتزام بتعاليم الإسلام، وتطبيق أحكامه، لأجل هذا فهم يسارعون في الخيرات، ويتسابقون في الطاعات. وصلاة التراويح في إندونيسيا يصليها المسلمون ثماني ركعات في بعض المساجد، وفي بعضها الآخر تصلى عشرين ركعة، ولا تلتزم تلك المساجد في أغلبها ختم القرآن كاملا، بل تقرأ في صلاة التراويح ما تيسر من القرآن، وقد تتخلل صلاة التراويح أحيانا كلمة وعظ، أو درس ديني؛ لذلك نجدهم ينشطون ويجتهدون في العبادة والطاعة في هذه الليالي الفضيلة، والبعض منهم يلزمون الاعتكاف في المساجد فلا يخرجون منها، ابتغاء مرضاة الله، وطلبا لثوابه. ومن أشهر الأطعمة الرمضانية التي يفطر عليها مسلمو إندونيسيا طعام يسمى «أبهم» وهو عبارة عن نوع من الحلوى أشبه ما يكون بالكعك ويقدم التمر إلى جانبه. ومن المأكولات الرمضانية أيضا «الأرز» مع الخضراوات والدجاج واللحوم ومن أشهر أنواع الحلوى التي تقدم في هذا الشهر حلوى تسمى «kolak - كولاك» تقدم مع التمر. وتنشط دروس العلم الشرعي، وحلقات تلاوة القرآن من أول رمضان إلى آخره، فترى المساجد تزدحم بالمصلين وطلبة العلم الذين يتسابقون في حضور مجالس العلماء، وهم في أغلبهم من علماء إندونيسيا، الذين تلقوا علومهم الإسلامية في بعض الدول العربية، وأغلب الناس يذهبون إلى بيوتهم بعد أداء صلاة التراويح، وعادة السهر ليست منتشرة بين مسلمي تلك البلاد إلا لدى القليل، إذ إن أغلب المسلمين هناك ينامون مبكرا.