تعتبر شركة وول مارت (WAL MART) أكبر شركة في العالم من حيث الإيرادات، حيث بلغت إيراداتها سنة 2016 أكثر من 462 مليار دولار، وبذلك تكون قد حققت إيرادات تفوق جميع شركات السلاح والبترول والصرافة والسياحة والصناعة وتجارة الذهب والفضة والألماس والمجوهرات وجميع شركات المعادن بأشكالها. بدأت قصتها سنة 1950 حين اشترى سام والنتون متجرا من لوثر هاريسون في بينتوفالي ولاية أركانسس. وفي عام 1962 قرر والنتون تحويل المتجر إلى شركة تعمل في بيع التجزئة واحتياجات الناس اليومية، لكم كانت الفكرة طموحة جدا، حيث كان يسعى الى السيطرة على تجارة التجزئة في أمريكا والعالم بأسره. فكانت كلمة السر التي اعتمد عليها وقادته الى بناء هذه الشركة الكبيرة هي تخفيض هامش الربحية لتكون سلعته وبضاعته هي الأرخص بالأسواق، وبسبب هذا القرار استطاع التوسع سريعا سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارج القارة الأمريكية، حيث استطاع سنة 1967 الوصول لسلسلة متاجر وول مارت الى 24 متجرا وتحقيق مبيعات تفوق 12.6 مليون دولار، كل ذلك كان خلال 5 سنوات فقط، وفي سنة 1968 افتتح أول متجر خارج ولاية أركانسس. وفي سنة 1977 توسعت الشركة الى خارج الولاياتالمتحدة لتصبح شركة عالمية في مجال تجارة التجزئة، والآن تعتبر رقم واحد على مستوى العالم. إن مجال تجارة هذه الشركة جدا بسيط وغير معقد لا يعتمد على ميزة نسبية أو غيرها ولكن كان وراء هذا النجاح قرار حكيم وهو عدم الطمع والمبالغة بالأسعار ووضع هامش ربحية معقول. وقد قيل قديما قليل دائم خير من كثير منقطع. كان هناك مجال لشركات التجزئة داخل المملكة للانتشار وكسب ثقة المستهلك، وكان شهر رمضان فرصة حقيقية لهذه الشركات لإثبات صدقها وقناعتها وحرفتها في التسويق للسلعة. ولكن يبدو ان أكثر الشركات لم تنجح في هذا الاختبار والتعامل مع المستهلك بأمانة وصدق.