تتحفز مجموعة وول مارت الامريكية أكبر سلسلة متاجر تجزئة في العالم لالتهام حصة من سوق التجزئة اليابانية الضخمة. لذلك تتوقع الاسواق أن تكشف وول مارت قريبا عن خططها لشراء سلسلة متاجر التجزئة اليابانية دايي حتى تحكم سيطرتها على تجارة التجزئة في اليابان أو بلاد الساموراي. دخلت وول مارت ستورز إنكوربورشن سوق التجزئة اليابانية عام 2002 من خلال شراء سلسلة متاجر سيو ليمتد رابع أكبر سلسلة متاجر تجزئة في اليابان ولكن أداء الشركة الامريكية ظل باهتا في السوق اليابانية منذ هذه الصفقة. ولذلك تسعى إمبراطورية وول مارت الامريكية إلى دعم مكانتها في السوق اليا بانية من خلال شراء حصة في دايي. وإذا نجحت الشركة الامريكية في شراء دايي وهي ثالث أكبر سلسلة متاجر في ا ليابان فسوف تصبح وول مارت صاحبة أكبر سلسلة في اليابان. وكما هو الحال مع الكثير من متاجر التجزئة في العالم تعاني دايي من تراجع الانفاق الاستهلاكي وتزايد المنافسة في السوق. كما تعاني من تراكم الديون عليها منذ تلاشي الطفرة الاستثمارية التي شهدتها اليابان في مطلع التسعينيات من القرن العشرين. ويقول اقتصاديون يابانيون إن وول مارت مازالت تتحرك ببطء من أجل تحويل سلسلة متاجر سيو.. ليمتد إلى النمط الاقتصادي لوول مارت وتعليم باعة التجزئة وشبكات التوزيع لديها النظم الجديدة. وقد أبقت وول مارت على اسم سلسلة سيو كما هو دون تغيير في الوقت الذي جددت فيه متاجر السلسلة وعددها 400 متجر وزودتها بشبكة كمبيوتر تتيح للعمال والموردين متابعة المخزون. يقول سيجي كاتسوراهاتا الخبير الاقتصادي في مؤسسة داي إيشي للدراسات الاقتصادية إنه إذا اشترت وول مارت شركة دايي فإنها ستبقي على اسم السلسلة في الوقت الراهن. وأضاف: رد فعل اليابانيين على قيام شركة أجنبية بشراء شركات محلية يكون سلبيا ولذلك فإن وول مارت من الذكاء بحيث لا تجعل المستهلكين اليابانيين يلاحظون أن شركة سيو ليتمد بيعت إلى شركة أمريكية تتولى إدارتها حاليا. من ناحية أخرى يتوقع المراقبون بيع سلسلة متاجر كارفور الفرنسية متاجرها في اليابان بسبب تدهور نتائجها. وكانت الشركة الفرنسية قد دخلت السوق عام 2000 دون شريك محلي ولكن المنافسة الشرسة والصعوبة التي واجهتها في تعليم عملها نموذجها الاقتصادي المعقد جعلتها تفكر الرحيل. وأضاف "إذا نجحت الشركة الامريكية في السيطرة على السوق اليابانية فإنه سيكون لديها الفرصة للنجاح في الاسواق الصعبة الاخرى مثل السوق الالمانية من خلال شراء سلسلة متاجر محلية كبرى" . تعمل وول مارت بالفعل في عشرة أسواق عالمية كبرى منها ألمانيا وبريطانيا و كندا والمكسيك والبرازيل والصين. وأشار الخبير الياباني إلى أن وول مارت نجحت في العديد من الاسواق الكبرى باستثناء كوريا الجنوبيةوألمانيا. وأرجع سبب أدائها الضعيف في ألمانيا إلى الاتجاه لشراء شركات صغيرة هناك. وكانت وول مارت قد اشترت سلسلة متاجر فيرتكوف الالمانية عام 1997 ثم اشترت سلسلة إنترسبار التي تضم 74 متجرا من شركة سبار هانديلس عام 1998. ولكن الشركتين معا لا تمثلان أي ثقل في سوق التجزئة الالمانية. إذن فالخطوة المقبلة للشركة الامريكية العملاقة في اليابان يمكن أن تتحول إلى بداية مرحلة جديدة من مراحل نمو إمبراطورية وول مارت في العالم. الثقافة اليابانية هل ستذوب أمام الغزو الاقتصادي الخارجي