أقام المجلس الأعلى للثقافة المصري، بالتعاون مع صالون جريدة (الأهرام)، ندوة أدبية حضرها مجموعة من كبار النقاد والشعراء ومحبي شعر «أمل دنقل»، من بينهم الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، والدكتور محمد عبدالمطلب مقرر لجنة الشعر، والدكتور أحمد درويش مقرر لجنة الدراسات الأدبية، والشاعرالدكتور حسن طلب، والشاعر بهاء جاهين، والناقدة الدكتورة منى طلبة، وكذلك الأديبة عبلة الرويني زوجة الشاعر الراحل. أدار الندوة وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور المشرف على صالون الأهرام الثقافي؛ وذلك بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والثلاثين لشاعر الرفض والتمرد: «أمل دنقل» 1940- 1983.. في بداية الندوة، تحدث الدكتور جابر عصفور عن أهمية المناسبة، ثم عن علاقته العميقة الطويلة بشعر «أمل دنقل»، وبشخصه، فاعترف أنه إذا كان «أمل» قد عرف خبايا القاهرة عن طريق أستاذه «أحمد عبدالمعطي حجازي»، فإنه هو نفسه قد عرفها من خلال صحبة «أمل دنقل»، وأعلن للحضور أن كتابه الصادر حديثا عن «أمل» هو بداية مشروع نقدي سيكتمل بإصدار كتابين آخرين، حول شعر «صلاح عبدالصبور» و«أحمد عبدالمعطي حجازي». كان الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي هو أول المتحدثين، فبدأ بكلمة عن مكانة «أمل دنقل» البارزة في الشعر المعاصر: ثم ألقى قصيدته التي كتبها في رثائه بعنوان: (قطار الجنوب)، ثم جاءت كلمة الدكتور محمد عبدالمطلب التي أشار فيها إلى بداية علاقته بشعر «أمل» عام 1983م، في أثناء انشغاله بدراسة الظواهر الأسلوبية في الشعر، وأتت بعده كلمة الدكتور أحمد درويش، التي أوضح فيها أن سر نجاح تجربة «أمل» الشعرية، يكمن في الموهبة الفائقة التي مكنته من التوازن الدقيق بين جمالية الشعر وجماهيريته ثم ألقى الشاعر حسن طلب قصيدته، التي كتبها أثناء مرض الشاعر «أمل دنقل» الأخير، وقد حملت عنوان: (زبرجدة إلى أمل دنقل) وأوضحت الأديبة عبلة الرويني أن زوجها «أمل» كان معجبا بالقصيدة، للدرجة التي جعلته يقتصها، ليعلقها بجواره وهو على فراش المرض في غرفته بمعهد الأورام. وفي هذا السياق، ألقى الشاعر بهاء جاهين قصيدته في رثاء «أمل»، أما قصائد «أمل دنقل» فقد استمع الحاضرون إلى تسجيل تليفزيونى لإحداها بصوت الشاعر نفسه، كما استمعوا إلى قصائد أخرى من شعره، ألقتها الأديبة عزة بدر، والشاعر رجب الصاوي، وقد تخلل الندوة عرض لفيلم تسجيلي قصير عن «أمل دنقل». وتحدثت الأديبة عبلة الرويني، فأضاءت بعض الجوانب الخاصة في حياة «أمل دنقل»، وأوضحت علاقتها بشعره، واختلفت مع الدكتور جابر عصفور في بعض الجوانب النقدية حول شعر «أمل دنقل» أما الدكتورة منى طلبة، فقد اهتمت بإبراز علاقة شعر «أمل» بالتراث، من خلال رؤية جمالية أدبية، ومنظور نقدي معاصر يستند إلى الدراسات الغربية المعاصرة حول مفهوم الرمز في الشعر.