اتهمت الولاياتالمتحدة أمس نظام بشار الأسد بالاغتصاب والصعق الكهربائي للمعتقلين في سجونه، وإقامة «محرقة للجثث» في أحد السجون العسكرية، للتخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم. وعرض مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط، ستيوارت جونز، على الصحافيين صورا التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر ما بدا وكأنه ثلوج تذوب على سطح المنشأة، وهو ما قد يشير إلى الحرارة المنبعثة من داخلها. وقال: إنه «منذ عام 2013، عدل نظام الأسد أحد أبنية مجمع صيدنايا ليصبح قادرا على احتواء ما نعتقد أنها محرقة» في إشارة إلى السجن العسكري الواقع شمال دمشق. وأضاف: «رغم أن أعمال النظام الوحشية الكثيرة موثقة بشكل جيد، نعتقد أن بناء محرقة هو محاولة للتغطية على حجم عمليات القتل الجماعي التي تجري في صيدنايا». سجن صيدنايا وأوضح جونز أن واشنطن حصلت على معلوماتها من وكالات إنسانية ذات مصداقية، ومن «المجتمع الاستخباراتي» في الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أنه يعتقد أنه يتم إعدام حوالي 50 شخصا كل يوم في صيدنايا. ولم يعطِ تقديرا رسميا لمجموع القتلى إلا أنه نقل عن تقرير لمنظمة العفو الدولية قولها إن بين 5 آلاف إلى 11 ألف شخص قتلوا بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا وحده. واتهم نظام بشار الأسد باعتقال ما بين 65 ألف شخص و117 ألفا خلال الفترة ذاتها. وتعود صورة الأقمار الصناعية التي عرضها جونز إلى يناير عام 2015. ولم يتضح السبب الذي دفع الولاياتالمتحدة إلى الانتظار أكثر من عامين لتقديم هذا الدليل. تعليق مشاركة لوحت الهيئة العليا للمفاوضات السورية بتعليق مشاركتها في مباحثات جنيف 6 المقررة اليوم؛ جراء جرائم النظام وسياسية التهجير القسري التي يتبعها الأسد في دمشق وريفها، فيما رأت مصادر عسكرية أن تعزيزات نظام الأسد وحلفائه في المناطق الحدودية مع الأردنوالعراق تأتي رداً على حشود أردنية ما ينذر بانطلاق عملية ضد النظام تقودها فصائل للمعارضة مدعومة من عمان ودول غربية. الأردن رد بالقول: إنه ليس بحاجة لإرسال الجيش إلى داخل سوريا، وتحدث عن عمليات لم يحدد طبيعتها في العمق تهدف إلى حماية حدوده، التي قال إنها ستبقى آمنة ولن يسمح لأي جماعات متطرفة بتهديدها، وكذلك لن يسمح لميليشيات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله بأن تكون على الجانب الآخر من حدوده الشمالية. بدورها؛ قالت مصادر وقادة من مقاتلي المعارضة أمس: «إن جيش الأسد مصحوبا بميليشيات طائفية مدعومة من نظام إيران نقل عناصر إلى بلدة السبع بيار قرب حدوده مع العراقوالأردن، وذلك في الوقت الذي تعزز فيه قوات المعارضة المدعومة من الولاياتالمتحدة السيطرة على منطقة انسحب منها مقاتلو تنظيم داعش في الآونة الأخيرة». فبعد حيي برزة وتشرين، غادر أكثر من ألفين من مسلحي المعارضة وأسرهم حي القابون الدمشقي، ووافق مسلحو المعارضة على اتفاق إجلاء سري بعد أن حوصروا في جيب صغير بالحي الواقع على الطرف الشمالي الشرقي لدمشق، وتحول معظمه إلى أنقاض بعد مئات من الغارات الجوية والصاروخية على مدى 80 يوما تقريبا. وينتهج النظام السوري سياسات التهجير القسري والحصار رغم انتقادات الأممالمتحدة وتحذيرات المعارضة التي طالبت بوضع حد لجرائم النظام وحلفائه من خلال جنيف. منع المؤتمرات قال ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص لسوريا في مؤتمر صحفي عقده في جنيف أمس: إن الأممالمتحدة ستطلب من الوفود المشاركة عدم عقد مؤتمرات صحفية والتحدث مع وسائل الإعلام عقب كل اجتماع، موضحاً أن هذه الجولة ستبدأ من حيث انتهت الجولات السابقة، وستناقش بعمق السلال الأربع التي تم الاتفاق عليها بشكل متواز وربما يتم التقدم بشكل أكبر في بعضها. وأوضح دي ميستورا أن هناك خلافات مهمة بين الأطراف المتفاوضة مما سيجعل هذه الجولة من المفاوضات غير مباشرة حتى تحين فرصة عقد محادثات مباشرة، مشيراً إلى ان هناك جولة من المحادثات خلال شهر رمضان المبارك. وشدد على ضرورة تطبيق اتفاق اجتماع أستانا لخفض العنف والتصعيد، والالتزام بمذكرة التفاهم التي صدرت عنه، مؤكداً أن أي شكل من تخفيف العنف في سوريا لن يصمد بدون تحقيق تقدم في المسار السياسي، وان مجلس الأمن هو المعني بضمان تنفيذ اتفاق التهدئة.