افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه- مساء امس معرض «نايف.. القيم»، والذي تنظمه جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ممثلة بكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، ويوثق مسيرة عقود من الزمن في الحياة العملية والمناصب التي تولاها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - يرحمه الله-، كما يهدف إلى تسليط الضوء والتعريف بالمآثر الوطنية والإنسانية والإنجازات الكبيرة التي قدمها الأمير الراحل لدينه ووطنه وأمته، بالإضافة إلى عرض مجموعة مميزة من المقتنيات الخاصة بسموه - رحمه الله-. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين أثناء حضوره ورعايته حفل الافتتاح بالجامعة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، ووزير التعليم د. أحمد العيسى. وبعد عزف السلام الملكي، اطلع خادم الحرمين في جولة على المعرض المعد للفعالية، واستمع الى شرح تفصيلي عن محتويات المعرض التفاعلي الذي يستعرض سيرة الأمير نايف العملية، ويعرض مجموعة من مقتنياته الشخصية، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة، كما يعرض أفلاما وثائقية، وصورا بعضها تنشر للمرة الأولى. ودشن خلال رعايته الكريمة للمعرض مشروع القرية الرياضية، وهو أحد مشروعات الجامعة التي تم تدشينها خلال رعاية خادم الحرمين الشريفين لاحتفال الجامعة بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، وتحتوي القرية على أحدث التقنيات والإمكانات والوسائل الرياضية، وتتكون القرية من صالة ألعاب رياضية ومسبح أولمبي بالإضافة إلى قاعات أخرى متفاوتة الأحجام لرياضات متعددة، كما خصصت مناطق ترفيهية ومرافق أخرى للاستجمام. ورحب مدير الجامعة، الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي، بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبأصحاب السمو الأمراء والمسئولين في رحاب جامعة «المؤسس»، خلال الكلمة التي ألقاها على هامش حفل الافتتاح، وقال: «بكل معاني الفخر والاعتزاز أرحب بك يا خادم الحرمين وصحبك الكرام في رحاب هذه الجامعة، التي تتشرف بحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه-، فالجامعة بمقامكم الكريم وانتم تحملون لواء الوفاء لابن بار من ابناء الملك عبدالعزيز، رمز من رموز هذا الوطن الشامخ، وقائد فذ من قادة هذه الأمة الأبية، وذلك من خلال رعايتكم الكريمة لمعرض نايف القيم، لنايف الأمن، لنايف الوطن، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته». وشكر في معرض كلمته لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رعايته الكريمة للمعرض، كما قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، وللأمير محمد بن نايف واخوتهما الكرام،على دعمهم غير المحدود في إقامة هذا المعرض الحيوي، والدعم السخي لاستمرار كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية لاداء رسالته السامية. وتلا ذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان «نايف.. القيم»، ثم تفضل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بقبول منح درجة الدكتوراة الفخرية في مجال مكافحة الإرهاب من جامعة الملك عبدالعزيز؛ نظير ما قدمه سموه من إنجازات في مجال مكافحة الارهاب. بعد ذلك، تسلم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هدية تذكارية بهذه المناسبة من جامعة الملك عبدالعزيز. وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الجامعة مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب. يذكر أنه صدرت موافقة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في شهر ذي الحجة من عام 1437ه على إقامة معرض يرصد تاريخ وإنجازات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله- تحت مسمى معرض «نايف.. القيم». والمعرض هو إحدى ثمار جهود كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية، الذي تأسس قبل خمسة أعوام بناءً على توجيهات من الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي كان يؤمن إيماناً شديداً بأهمية تقديم القيم الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية المجيدة للعالم أجمع. أمير الشرقية: ننعم بالأمن والاستقرار.. وأعتز بأبي طيلة حياتي قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير منطقة الشرقية في كلمته: «الحمد لله الذي أكرمنا برعاية وتوجيهات الوالد الكريم سيدي خادم الحرمين الشريفين، والحمد لله الذي أنعم علينا بنعم كثيرة لا تحصى، وعلى رأسها نعمة الأمن والاستقرار، ونعمة التآزر والتضامن في السراء والضراء، والحمد لله الذي وهبني أباً أعتز به وبقيمه وأعماله طيلة حياتي، وأدعو له بعد وفاته بالرحمة والمغفرة والرضوان، والأجر والمثوبة وعلو المنزلة في أعلى الجنان، عند ربنا الملك الرحمن الرحيم. سيدي خادم الحرمين الشريفين: يغمرنا شعور بالبهجة والعرفان، ونحن نستذكر والدنا الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - في هذا الحفل المبارك، وبمناسبة إقامة هذا المعرض الكبير، معرض نايف القيم، إكراماً للفقيد أولاً، وإعلاءً للقيم التي كان يحملها رحمه الله في قلبه وعقله وصفاته وأقواله وأفعاله، في جميع مراحل حياته، وفي مجالات نشاطه الخاص والعام. إن قيم الأمير نايف - رحمه الله - هي في حقيقتها قيم إسلامية أصيلة، وقيم عربية سعودية عريقة، إنها قيم الإيمان بالله وتقواه، وقيم الحق والصبر والرحمة، وقيم العدل والحكمة والحزم، وقيم الاتزان والوسطية والاعتدال، وقيم الجود والتضحية والإيثار، وهذا هو نايف القيم، الذي نشأ في كنف والده الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - وأكرم مثواه، وترعرع مع إخوانه البررة بمحبة وتعاون وإخلاص واحترام. لقد استحق سيدي الوالد نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - التكريم في حياته وبعد وفاته، واعترف بحكمته وشكيمته الأقربون والأبعدون، مما حدا بأهل البر والفضل والوفاء أن يذكروا فضله وجهوده وإسهاماته وإنجازاته في خدمة هذا الوطن الغالي، وأن يقيموا هذا المعرض الكبير، ترسيخاً لقيم رمز كبير من رموز هذه الدولة المباركة، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه، وأنتم يا سيدي خادم الحرمين الشريفين أبر وأوفى برعايتكم الكريمة لهذا المعرض، وحضوركم المبارك حفل افتتاحه، وهكذا هم أبناء الملك عبدالعزيز، قادة مسيرة الإيمان والعلم والتقدم في هذه البلاد الطاهرة. فالشكر كل الشكر لكم سيدي خادم الحرمين الشريفين على تشريفكم هذا الحفل، وندعو الله من كل قلوبنا أن يحفظكم ويطيل في عمركم، في صحة وقوة، لقيادة هذه الأمة بحكمة وحنكة وبصيرة وعزم وحزم، والشكر لكل من أسهم في هذا المعرض فكراً وجهداً، رحم الله والدي نايف. وزير التعليم: الأمير نايف كرس حياته لخدمة دينه ووطنه ثمن وزير التعليم د. أحمد العيسى زيارة خادم الحرمين الشريفين لافتتاح معرض «نايف.. القيم»، وقال خلال كلمته: «أحمد الله تعالي على توفيقه وتسديده، وأصلي وأسلم على نبينا وقدوتنا محمد الذي بعثه ربه لينشر قيم الخير والفضيلة، وليتمم مكارم الأخلاق، وأشكر خادم الحرمين الشريفين على تفضله برعاية معرض نايف القيم وحضوره حفل افتتاحه في رحاب هذه الجامعة، جامعة الملك عبدالعزيز، وأنها لمكرمة معبرة عن محبته وتقديره لنايف القيم -يرحمه الله- وللقيم العظيمة التي كان يتمثلها الأمير الراحل ويطبقها في واقع حياته وأعماله ومناشطه، تلك القيم التي تعلمها وتربى عليها، هو وإخوانه منذ سن الطفولة من والدهم المؤسس والمربي العظيم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-». وأضاف وزير التعليم: «إن حفلنا هو تكريم أيضا لرسالة العلم والتعليم، وإيذان بأن العلم لا ينفصل عن القيم، وبأن التعليم لا ينفك عن التربية والتوجيه، وهذا دأب مملكتنا منذ تأسيسها، وهذه استراتيجيتها في البلاد المباركة منذ عشرات السنين». وتابع: «إننا لنشعر بالسعادة والغبطة اليوم ونحن نرد بعض الدين للأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي كرس كل حياته لخدمة دينه ووطنه وامته، ولحراسة أمنها والدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة، والذي تميز بالدعوة إلى الأمن الفكري وإلى الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف، ليكون قدوة لمن عمل معه، وتربى في مدرسته، وقدوة للأجيال الناشئة والقادمة في مواجهة تحريفات المحرفين وأباطيل المرجفين وإجرام الإرهاب والإرهابيين». وبين د. العيسى بأن هذا هو نايف الأمن الفكري، ونايف القيم، تلك القيم التي تجلت في الفكر السديد، والحكمة الرشيدة، والحزم في مواطن الحزم، والرحمة والعفو، والصدق والأمانة والاستقامة.