قد يجهل الكثيرون من الجيل الحالي ما تركه من إرث كروي كبير، لكن مَنْ عاصروه يعرفون حجم موهبته ونجوميته، وكذلك قدراته الكبيرة في منتصف الملعب، حتى لقبوه بالمهندس الذي لا يتعب، وباللاعب لكل الخصوم، في إشارة إلى أنه لاعب من طراز رفيع، وتواجده مطلب في مواجهة مختلف الخصوم. «اليوم» كانت لها وقفة خاصة مع نجم الاتحاد السابق، وقائد المنتخب السعودي السابق لكرة القدم عثمان مرزوق، الذي استعاد خلالها العديد من الذكريات، وكشف أثناءها العديد من الحقائق، التي جاءت على النحو الآتي: حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم؟ البداية كانت من خلال المدرسة والحارة، قبل أن ألتحق رسميا بفريق الشاطئ، الذي يمثل نادي الترجي في الوقت الحالي. قبل انتقالك للاتحاد، هل كانت لديك عروض أخرى؟ كنت على بعد خمسة أيام فقط من الانتقال لنادي الهلال، لكني كنت أنتظر تنفيذ شرطي ببناء البيت أو نقل عملي إلى الرياض، فتأخرت الادارة الهلالية في تنفيذ شروطي، وأثناء ذلك دخلت الادارة الاتحادية في خط المفاوضات عن طريق الأمير طلال بن منصور، الذي أخبرته بأنني قد أعطيت كلمة للهلال، لكني سأتواصل معهم لاتخاذ القرار النهائي، فتواصلت مع الأمير هذلول بن عبدالعزيز، وأخبرته بعرض الاتحاد، لتتم بعدها الموافقة على انتقالي لنادي الاتحاد مقابل بناء منزلي الخاص. وكيف توصل الاتحاديون لك، في ظل لعبك في نادي الشاطئ؟ كنت معروفا لدى الجميع، كوني مثلت منتخب شباب المملكة، والمنتخب الأول لكرة القدم أثناء تواجدي في فريق الشاطئ. حدثنا عن مشوارك في الاتحاد والمنتخب السعودي؟ انتقالي للاتحاد أضاف لي الكثير على المستوى الشخصي، وسلط الأضواء عليّ بشكل أكبر، حيث كان العميد في ذلك الوقت من أقوى الفرق، لكننا لم نحقق سوى بطولة الدوري المشترك، في مقابل خسارتنا لما يقارب ال (4) نهائيات. أما فيما يتعلق بمشواري مع المنتخب السعودي، فقد انطلق مع منتخب الشباب، عقب اختياري من منتخب الشرقية، واستمر حتى بطولة الخليج (84)م، بعمان، حيث كانت اخر محطاتي مع الأخضر، وكنت حينها قائدا له. ولماذا لم تستمر مع المنتخب رغم سنك الصغيرة؟ اصبت بالتشبع من المعسكرات الطويلة، وكثرة السفريات، كما أحزنني رحيل زجالو، فقررت الابتعاد، واستمر مشواري لعام اضافي مع الاتحاد، قبل الاعتزال. وهل اتجهت للتدريب مباشرة؟ نعم، بدأت مع نادي المحيط بعد عودتي من جدة، قبل أن ينقلني صديق العمر ونجم نادي الهلال السابق المرحوم «شمروخ»، للتدريب معه في نادي الترجي. صف لنا علاقتك مع المرحوم «شمروخ»، احد أبرز نجوم الهلال والكرة السعودية على مر التاريخ؟ شمروخ هو صديق العمر، واخي ومدربي واستاذي، قضيت معه أجمل مراحل حياتي، وتعلمت منه الكثير، وللمعلومية فإن تصميم منزلي هو نفس تصميم منزل شمروخ تماما، رغم أن مساحة أرضي كانت أكبر. مشوارك مع التدريب كان طويلا وشاقا، أخبرنا عن أبرز المحطات فيه؟ دربت أغلب أندية محافظة القطيف خلال مشواري التدريبي، لكن يبقى صعودي مع الترجي ومضر لدوري الدرجة الثانية، وتواجدي كمساعد مدرب في المنتخب السعودي لشباب كرة القدم هي أبرز محطاتي. وماذا عن تدريبك لشباب نادي الاتحاد؟ هي محطة مميزة اخرى، عملت فيها بكل جدية من أجل مستقبل الاتحاد، ويكفي أنني مَنْ أصر على تسجيل نجم الاتحاد المعتزل محمد نور، عقب أن رأيت فيه الموهبة القادرة على البروز. مَنْ أبرز المدربين الذين تأثرت بهم واستفدت منهم بعد اعتزالك؟ ْ العديد من المدربين، لكن يبقى الأبرز عبدالله البطاط في نادي الشاطئ، والمدرب الألماني المشهور كرامان في نادي الاتحاد، والبرازيلي الخبير زجالو في المنتخب السعودي. تربطك علاقة وطيدة بالبرازيلي زجالو، هل لك أن تحدثنا باختصار عنها؟ كان زجالو من أبرز المدربين، الذين تعاملت معهم على الاطلاق، خصوصا من النواحي التكتيكية وقوة الشخصية، ومطالبته بحقوق اللاعبين، وبحكم اللغة، كنت أتواصل معه باستمرار، وأتحدث معه كثيرا عن الفريق، مما قوى العلاقة فيما بيننا. عملت كثيرا من أجل ناديك الترجي، لكن الفريق هبط هذا الموسم للدرجة الثالثة عقب أعوام في الدرجة الثانية؟ الأخطاء الادارية المتكررة أضرت بالترجي، وأعتقد أن عودته صعبة جدا في ظل تكرار نفس الأخطاء، وعدم القدرة على التصحيح. لكنك متهم بأنك أحد الأسباب في هذا الهبوط، بسبب كتاباتك في وسائل التواصل الاجتماعية؟ كتاباتي لم تكن وليدة اليوم، بل هي مستمرة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، وكان الهدف منها الضغط من أجل تصحيح الأخطاء، لأني كنت أرى أن البنية الأساسية هشة، ويجب تصحيحها ليستمر الفريق، لكن لم يستجب أحد لأحاديثي، والنتيجة كانت الهبوط. كيف ترى كرة القدم السعودية في الوقت الحالي؟ كرة القدم في الوقت الحالي أكثر تطورا عن السابق من كل النواحي، لكنها باتت تفتقد للنجوم، فقد كان الفريق الواحد سابقا يضم أكثر من (6) نجوم، بينما قد لا ترى إلا نجما وحيدا هذه الأيام، والبعض منهم صناعة إعلامية لا أكثر. وهل استحق الهلال لقب الدوري؟ بالتأكيد، فقد كانت الفوارق واضحة بينه وبين الفرق المنافسة منذ البداية. لكن حضور دياز هو الذي صنع الفارق؟ حتى بدون دياز كان الهلال قادرا على تحقيق الدوري، واعتقد أن المدرب الذي صنع الفارق هذا العام، هو مدرب الاتحاد سييرا. وماذا عن التعصب الرياضي، هل كان بهذا الحجم في السابق؟ التعصب الرياضي متواجد منذ القدم، لكنه بات واضحا من ناحية اعلامية في الوقت الحالي، خاصة مع دخول العديد من الصحفيين المتمصلحين، الذين يسعون للبروز بسرعة فائقة. بعد الابتعاد لسنوات، هل يمكن أن نرى عثمان مرزوق كمدرب أو مشرف للكرة مرة اخرى؟ لا أعتقد ذلك أبدا، فمشواري التدريبي والاشرافي قد طوي دون رجعة. مرزوق يتحدث للمحرر (اليوم)