كما هو بارع في لغة إحراز الأهداف، فإن مهاجم الأهلي حسن الراهب بارع في لغة الحوارات الصحفية، فالحديث مع النجم الأهلاوي ينقلك لمساحات أبعد من المستطيل الأخضر، ويحلق بك في فضاءات رحبة تنسيك بأنك أمام لاعب كرة. الراهب الذي أذاق الأهلاويين حلاوة الذهب بعد أن كادوا ينسون طعمه كان ضيفا على (الرياض) في هذا الحوار الذي جاء في أعقاب تتويج الفريق باللقب بالخليجي فتحدث معنا في الشأن الأهلاوي وفي أمور أخرى تخص مسيرته الرياضية. ** حسن الراهب هل يمكن أن نقول إن الأهلي اكتشف موهبة حسن الراهب المدفونة؟ لا ليس كذلك، واسمح لي أن أشاركك في صياغة العبارة، فنادي الترجي بالقطيف هو من اكتشف موهبة الراهب، ونادي الخليج هو من صقل هذه الموهبة، ليأتي الأهلي ليفجرها. ** معنى ذلك أنك تدين بالفضل لناديك الأول الترجي؟ بالضبط، الترجي هو النادي الذي رسمت فيه خطواتي الأولى في عالم كرة القدم، واعتقد انه لولا هذا النادي الذي قدم لاعبين كبارا في تاريخ الكرة السعودية لما عرف أحدا حسن الراهب. ** هل توجز لنا مشوارك الكروي؟ بدايتي كأي لاعب حيث مارست الكرة في الحواري، والمدرسة الابتدائية، لكنني سرعان ما التحقت ببراعم نادي الترجي، فتدرجت فيه حتى وصلت للفريق الأول، ثم انتقلت للخليج الذي لعبت له أربعة مواسم، ومنه انتقلت للأهلي. ** في حياة كل لاعب مدربين يكون لهم فضل في حياته، من هم المدربون الذي يدين لهم الراهب لما وصل له؟ تدربت على يد أكثر من مدرب، ولا يمكن أن أتنكر لأي واحد استفدت منه في مشواري؛ لكنني أدين بالفضل للمدرب السعودي عثمان مرزوق في نادي الترجي، والتشيكي يان في نادي الخليج، ومالدينوف في الأهلي، وناصر الجوهر الذي كان له الفضل في تحقيق اكبر أحلامي وهو ارتداء قميص المنتخب. ** قلت أن نادي الترجي قدم أسماء كبيرة للكرة السعودية، من هي تلك الأسماء التي ربما تكون غائبة عن الكثيرين؟ بالفعل الترجي خزان مواهب كبير، فهو ومنذ السبعينات الميلادية يقدم المواهب للكرة السعودية، فهو الذي قدم المرحوم اللاعب عبدالرحمن القصاب الشهير ب( شمروخ) للهلال وعثمان مرزوق ونزار عباس للاتحاد ولاعبين آخرين لأندية المنطقة الشرقية الأخرى. * كثيرون قد يقولون اليوم إنهم ساهموا في خروج موهبة الراهب للنور، ترى من هو الرجل الذي ساهم في انتقالك من الترجي للخليج؟ انتقالي جاء عن طريق رجل اسمه عباس الصفار حيث كان سعى كثيرا لنقلي للخليج حتى تحقق ذلك. * برزت مع الخليج في أول إطلالة حقيقية لك في الدوري الممتاز وتلقيت عروضا كثيرة، لكنك تأخرت في الانتقال ما الأسباب؟ السبب المباشر هو في انقسام الخلجاويين على انتقالي، ما بين رافض لفكرة الانتقال وما بين مغال في العروض التي كانت تأتيني، ولا أخفي حقيقة أنني كنت احترق من اجل الانتقال لأنني كنت على ثقة بنفسي وبقدرتي على إطلاق موهبتي بشكل أكبر في ناد آخر. * كنت قاب قوسين من الانتقال للوحدة ومن ثم الاتفاق لنجدك فجأة في الأهلي، كيف حدث هذا السيناريو؟ مفاوضات الأهلي لم تكن وليدة تلك اللحظة، وإنما كانت قد بدأت منذ العام الماضي عن طريق الرئيس السابق أحمد المرزوقي لكنها لم تنجح، ثم دخل الوحدة بقوة وتعثرت مفاوضاته لخلافات مادية، وفي هذا الموسم دخل أكثر من ناد محلي كالاتفاق والوحدة وغيرهما وأندية أخرى قطرية وكنت بالفعل على أعتاب نادي الاتفاق، لكنهم لم يحسموا الأمور ليأتي الأهلي ويحسم الأمر في دقائق. * قلت بعد توقيعك للأهلي انك قادر على منافسة مالك معاذ والنيجيري قودوين، هل كنت تعني ذلك أم أن التحدي جاء في نشوة الانتقال؟ أنا قلت حينها بأنني لم انتقل للأهلي لأجلس احتياطيا، وإنما لأنافس على الفوز بمقعد أساسي حتى وإن كنت سأدخل في منافسة مع مهاجم كبير بحجم مالك معاذ ومهاجم أجنبي معروف كقودوين، والحمد لله وجدت في الأهلي كل الأجواء التي تشجع على النجاح، خصوصا وأنني وجدت تشجيعا معنويا من كل الأهلاويين؟ * لكن بعض الأهلاويين راهن على انك صفقة خاسرة حتى قبل أن تطأ قدماك الملعب؟ هذا صحيح، وقد أثار هذا النقد حفيظتي لكن الأهلاوي الكبير والرمز الفذ الأمير خالد بن عبدالله قال لي:س أريدك أن ترد في الملعب فقط، فهو الرد المقنع والمفحمس، فكانت كلماته جرسا يرن في أذني في كل مباراة ويدفعني كي أعطي أفضل ما لدي. * هدفان منك ساهما في تتويج الأهلي باللقب الخليجي، ماذا يعني لك ذلك؟ يعني لي فقط أنني ساهمت في ترجمة جهود زملائي، فلولاهم لما وصلت للشباك النصراوية، ويخطئ من يظن أن اللقب صنيعة لاعب واحد أو مدرب أو إداري، اللقب الخليجي صنيعة كل الأهلاويين إداريين وفنيين ولاعبين وجماهير، وقبلهم جميعا هو صنيعة قائد القلعة الأهلاوية الأمير خالد بن عبدالله. * رحلت عن الخليج وجمهوره لازال يهتف باسمك في كل مباراة، ودخلت الأهلي وصرت معشوق الجماهير فيه، هل معنى ذلك أنك تبحث عن استرضاء الجماهير. من حسن حظي أن ما يميز الخليج والأهلي هو جماهيرهما، ولا اخفي حقيقة أنني ابحث عن استرضاء الجماهير، وذلك بأخلاقي ومستواي، والجمهور أي جمهور لا يمكن أن يحب لاعبا بدون أخلاق ولا لعب، ولعل أجمل ما في مشواري أن جماهير الترجي والخليج وحاليا الأهلي تتواصل معي بعد كل مباراة، وأنا اعتبرها الوقود الذي يدفعني للتألق. ** إلى أي مدى لعب الحظ لعبته مع حسن الراهب في الأهلي؟ قبل أن يبتسم لي الحظ، فإن النجاحات التي حصدتها حتى الآن هي توفيق من الله، وقد قيل في الأمثال(أعطني حظا وارمني في البحر)، والحمد لله فمع أول حضور لي مع الأهلي حققت لقبا مهما، وأتمنى أن تتواصل النجاحات لي وللأهلي بتحقيق أكثر من بطولة، حيث ان طموحي لا زال يكبر ولن يتوقف عند تحقيق بطولة أو تمثيل المنتخب. ** حسن الراهب لم يحرز منذ تمثيله للأهلي سوى 3أهداف جميعها كانت في مرمى النصر، ماذا يعني ذلك؟ ضحك.. ثم أجاب: اعتقد أن الصدفة والتوفيق هما اللذان لعبا دورهما في هذا الأمر، ففي المباريات الثلاث التي لعبتها ضد النصر أحرزت هدفا في كل مباراة، ** عرف عن الأهلي نجاحاته في استقطاب لاعبي أندية الشرقية كصاحب العبدالله وتيسير الجاسم وياسر المسيليم وأنت، إلام تعزو ذلك؟ إن دل ذلك فإنما يدل على أن في الأهلي من يستطيع أن يقدم قراءة فنية ناجحة لأصحاب القرار، بعيدا عن المصالح الشخصية، ولعل ما لسمته شخصيا في هذا النادي أن الكل يتسابق على خدمته، ومن جهة أخرى فإن نجاح الأسماء القادمة من أندية الشرقية يؤكد فعلا على وجود المواهب المتميزة فيها. * مدرب الفريق مالدينوف واجه انتقادات حادة قبل تحقيق اللقب الخليجي ، كيف ترى ذلك؟ شهادتي في هذا المدرب مجروحة، فهو من أعطاني الفرصة وعزز في الرغبة في إثبات الوجود، وأنا اعتبره مدربا بارعا، وكان يحتاج أن يمنح المزيد من الوقت لتظهر بصماته على الفريق، وهو ما نلاحظه حاليا. ** دار حديث في منصة التتويج بينك وبين الأمير سلطان بن فهد.. ماذا كان يقول لك في تلك الأثناء؟ الأمير سلطان كان يشيد بمستواي ويؤكد لي أن أبواب النجاح مفتوحة لي إذا ما واصلت عطائي المتميز، ولعل ما أثلج صدري أن سموه يتابع خطواتي حينما قال لي أن انتقالي من ناد في الدرجة الأولى إلى الأهلي ووصولي للمنتخب يؤكد أنني أسير في الطريق الصحيح، وأنا أكدت لسموه أن كل كلمة قالها بمثابة وسام على صدري.
